تفاءلت مصادر إسرائيلية رسمية أمس بسعي الولاياتالمتحدةالأمريكية لوضع خطة جديدة، تهدف إلى استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وذلك رغم إعلان واشنطن رسميا وقف مساعيها لدى الحكومة الإسرائيلية، الرامية إلى تجميد الأنشطة الاستيطانية في الضفة الغربية. واستعرض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمام أعضاء المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية، آخر التطورات السياسية في أعقاب إعلان الولاياتالمتحدة تخليها عن مطالبة إسرائيل بتجميد أعمال البناء في المستوطنات، وسعيها لوضع مسار جديد للمباحثات. وفيما أكد نتنياهو، خلال الاجتماع، أن عملية سياسية أكثر سرعة ستبدأ في غضون فترة زمنية قصيرة، ذكرت مصادر مقربة من رئيس الحكومة أن الأمر يتعلق بتحرك منسق بين إسرائيل والولاياتالمتحدة، بغية الشروع عما قريب، في بحث القضايا الجوهرية ضمن إطار المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية. وأشارت المصادر إلى أن مبعوث رئيس الوزراء المحامي يتسحاق مولخو يزور واشنطن حاليا، للانضواء في مباحثات مع المسؤولين الأمريكيين في هذا الصدد. ومن المقرر أن يصل إلى العاصمة الأمريكية قريبا ممثل فلسطيني ليبحث مع الأمريكيين الموضوع نفسه، وفق ما نقلت الإذاعة الإسرائيلية. وفي السياق ذاته، أكد المستشار السياسي لرئيس الحكومة الإسرائيلية رون دريمر أن الولاياتالمتحدة تسعى لوضع خطة سياسية جديدة، ستؤدي إلى إجراء مفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل، مشددا على القول إن رئيس الوزراء لم يتراجع عن نيته التوصل إلى اتفاق مع الجانب الفلسطيني. كما رجح مستشار نتنياهو أنه لا يستبعد حصول إسرائيل على طائرات «الشبح» المقاتلة الأمريكية، بالرغم من إعلان واشنطن عن وقف مساعيها للتوصل إلى اتفاق حول تجميد أعمال البناء في المستوطنات، مقابل رزمة مساعدات أمريكية لإسرائيل. وحذر المسؤول الإسرائيلي واشنطن مما وصفه ب «محاولة للالتفاف على المفاوضات المباشرة» بين الفلسطينيين وإسرائيل، داعيا إياها إلى إحباط أية مبادرة، مثل تلك التي طرحتها البرازيل والأرجنتين، من خلال اعترافهما بدولة فلسطينية مستقلة بحسبه. من جانب آخر، وصف رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الأزمة التي تعيشها عملية السلام بأنها «صعبة»، وقال، خلال مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو في أثينا الأربعاء، إنه «يمكن لليونان والاتحاد الأوروبي لعب دور أساس في دفع عملية السلام، التي تمر الآن بمأزق».وفي غضون ذلك، أعلن أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه أن كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات سيتوجه إلى واشنطن للقاء وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون خلال يومين. من ناحيته، سيتوجه وزير الدفاع الإسرائيلي أيهود باراك إلى واشنطن لعقد لقاءات مع كبار مسؤولي الدفاع في الإدارة الأمريكية كما أعلن مكتب باراك في بيان. وتواجه المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية أزمة بعد فشل واشنطن في إقناع إسرائيل بتجميد جديد للاستيطان في الضفة الغربية، وهو ما يشترطه الفلسطينيون لاستئناف مفاوضات السلام مع إسرائيل المجمدة منذ نهاية سبتمبر (أيلول) الماضي.