في مسعى أمريكي جديد لإنقاذ المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية المباشرة من الانهيار الكامل، بسبب تعنت الحكومة الاسرائيلية المتطرفة، وأستمرارها في مشاريعها الاستيطانية،يبدأ الموفد الأمريكي للشرق الأوسط جورج ميتشل جولة شرق أوسطية، يجري خلالها محادثات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله غدا الخميس، حول مستقبل المفاوضات والاستيطان، وحث رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو الذي رفض بتمديد العمل بقرار تجميد الاستيطان في الضفة الغربيةالمحتلة وبوقف مشاريع الاستيطان في الضفة الغربية. وأفادت مصادر في وزراة الخارجية الأمريكية في تصريحات ل «عكاظ» أن واشنطن تشعر بخيبة أمل من قرار إسرائيل عدم تمديد وقف النشاط الاستيطاني في الضفة الغربية بعد انتهاء فترة التجميد المعلنة. وتابعت المصادر قائلة إن ميتشيل سيحاول جاهدا إنقاذ العملية السلمية من الفشل موضحة أنه لا بديل للمفاوضات باعتبارها هدفا استراتيجيا لتحقيق السلام. وكان بي . جيه كراولي المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية قد اعترف في تصريحات للصحافيين أنه في ضوء القرار الصادر أمس الأول ما زالت لدينا أزمة يتحتم علينا حلها، ولا توجد محادثات مباشرة مقررة في هذا الوقت. وأشاد ب «ضبط النفس» الذي أبداه عباس مع انتهاء تجميد البناء الاستيطاني. وتحاول الولاياتالمتحدة إيجاد وسيلة للإبقاء على محادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية المباشرة مستمرة، وبالتالي تقدم لعباس غطاء سياسيا كافيا لاستئناف الاجتماع مع نتنياهو رغم قرار المستوطنات. وتلقى عباس اتصالا هاتفيا من ميتشل، بحثا فيه تطورات العملية السلمية عشية بداية جولة الأخير الجديدة في منطقة الشرق الأوسط. وباتت مفاوضات السلام التي استؤنفت في الثاني من سبتمبر بإشراف الولاياتالمتحدة بعد أشهر طويلة من الجهود الدبلوماسية المكوكية الشاقة، على شفير الانهيار مع انتهاء مدة قرار إسرائيلي صدر في نهاية نوفمبر وقضى بتجميد جزئي للبناء الاستيطاني في الضفة الغربية. واستؤنف البناء في بعض مستوطنات الضفة الغربية عند انتهاء العمل بقرار التجميد الأحد الماضي. غير أن الفلسطينيين تحفظوا على إعلان ردهم حول مستقبل مفاوضات السلام إلى حين استشارة الهيئات القيادية في منظمة التحرير الفلسطينية ولجنة المتابعة العربية التي ستجتمع في مصر في الرابع من أكتوبر. إلا أن مصادر فلسطينية هددت بالانسحاب من المفاوضات في حال استمرت إسرائيل في البناء الاستيطاني، من جهته اعتبر أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه أن نتنياهو يتحمل مسؤولية انهيار المفاوضات المباشرة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، وذلك على خلفية استئناف الأنشطة الاستيطانية في الضفة الغربية. وأوضح أن «السبب هو إصرار حكومة إسرائيل على مواصلة النشاطات الاستيطانية وقيامها برعاية هجوم المستوطنين وتوفير الحماية وكل الدعم والإسناد لهم».