تشير الأنباء الواردة من إسرائيل إلى أن الحكومة الإسرائيلية منقسمة على نفسها حول قبول أو رفض العرض الأمريكي الذي يستهدف تشجيع إسرائيل على تجميد جزئي للنشاطات الاستيطانية في الضفة الغربيةالمحتلة. وعرضت واشنطن تجميدًا مدته تسعون يومًا لكن تستثنى منه نشاطات الاستيطان في القدسالشرقية، مقابل تدعيم واشنطن لالتزامها بمعارضة اي قرارات دولية تنتقد إسرائيل، إلى جانب تقديم عروض أخرى في مجالات الامن والدفاع. تشمل إمداد إسرائيل بطائرات حربية بقيمة 3 مليارات دولار من أجل تمكينها من «المحافظة على تفوق عسكري نوعي في المنطقة». وتقول الانباء الواردة من إسرائيل إن بعض الوزراء وصفوا العرض بأنه «سم في العسل»، في حين طالب آخرون بمزيد من التطمينات من واشنطن. وكانت السلطة الفلسطينية قد اكدت امس أنها لن تقبل استئناف المفاوضات مع إسرائيل إلا في ظل تجميد «شامل» للاستيطان بما في ذلك القدسالشرقية. وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة إن «الفلسطينيين والعرب لا يزالون ملتزمين بقرار القمة العربية في سرت باستمرار تجميد شامل للاستيطان لاستئناف المفاوضات». واوضح أبو ردينة أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس «ما زال في انتظار الرد الامريكي الرسمي حتى يتم عرضه على القيادة الفلسطينية والقيادات العربية». وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الولاياتالمتحدة وإسرائيل تتفاوضان بشأن تحالف امني وسياسي معزز بينهما مقابل تجميد الاستيطان في الضفة الغربية. وقال نتنياهو في بداية الاجتماع الاسبوعي للحكومة إن «هذا الاقتراح ليس نهائيًا وتجري صياغته من قبل فريقنا (المفاوض) والفريق الامريكي». وقال مصدر دبلوماسي إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عرض تفاصيل الخطة على كبار وزرائه «منتدى السبعة» بعد يوم واحد من عودته من زيارة للولايات المتحدة استغرقت اسبوعًا. في هذه الاثناء، قالت منظمة «السلام الآن» الإسرائيلية إن المستوطنين اليهود بدأوا بناء 1650 وحدة سكنية منذ انتهاء قرار الحكومة الإسرائيلية تجميد الاستيطان جزئيًا في 26 ايلول/ سبتمبر الماضي. وأكدت المنظمة أن أساسات 1126 وحدة أخرى حفرت خلال نفس الفترة، وأن هذه الأعمال تجرى في 63 مستوطنة بينها 46 تقع شرق الجدار العازل. وأشارت المنظمة إلى أن المستوطنين تمكنوا من بناء أكثر من 1500 وحدة سكنية خلال الأسابيع الستة التي تلت انتهاء التجميد. وقال ياريف اوبنهايمر المسؤول في منظمة السلام الآن: «آمل أن توافق الحكومة على هذا التجميد، وإلا فإن المستوطنين سيقررون مستقبلنا مما سيؤدي إلى فرض عقوبات على إسرائيل وعزلتها على الساحة الدولية». وكانت المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية التي استؤنفت برعاية أمريكية قد توقفت في الثاني من سبتمبر/ أيلول الماضي، بعد أسابيع قليلة من استئنافها، حين رفضت إسرائيل تمديد تعهدها بتجميد النشاطات الاستيطانية. ويربط الفلسطينيون استئناف المفاوضات بتجميد النشاطات الاستيطانية في الضفة الغربية بما فيها القدسالشرقية. وتقول إسرائيل إن مسألة المستوطنات ستحل ضمن الاتفاق على الحدود النهائية. وقالت مصادر دبلوماسية إن من ضمن المحفزات التي عرضتها الولاياتالمتحدة تعهد بمقاومة القرارات الدولية التي تنتقد إسرائيل، واستخدام حق الفيتو في مجلس الأمن دفاعًا عن إسرائيل، مما سيعيق إعلان الدولة الفلسطينية من جانب واحد في حال تعثرت محادثات السلام. وكذلك ستطلب الإدارة الأمريكية موافقة الكونجرس على إمداد إسرائيل بطائرات حربية بقيمة 3 مليارات دولار من أجل تمكينها من «المحافظة على تفوق عسكري نوعي في المنطقة». كما ستوقع الولاياتالمتحدة اتفاقية أكثر شمولًا مع إسرائيل لتعزيز مساعداتها الأمنية للأخيرة، كجزء من أي اتفاق يجري التوصل اليه مع الفلسطينيين. وكان نتنياهو قد التقى وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون ومسؤولين أمريكيين آخرين الأسبوع الماضي.