التأمت في القاهرة أمس قمة مصرية - أردنية عقد خلالها الرئيس حسني مبارك جلسة محادثات مع جلالة الملك عبدالله الثاني. وصرح وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط في مؤتمر صحافي عقب القمة بأنها جاءت في إطار التشاور، خصوصاً في أعقاب زيارة الملك عبدالله لواشنطن ولقائه الرئيس الجديد أوباما. وقال ان الزعيمين اتفقا على الخطوط العريضة للتحركات العربية في ما يتعلق بجهود السلام وكيفية تناول العرب لهذا الموضوع مع الإدارة الأميركية الجديدة، خصوصاً في ضوء الزيارات المرتقب ان يقوم بها كل من مبارك والرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو لواشنطن، واستعراض المواقف التي ستطرحها الأطراف المختلفة في ما يتعلق بعملية السلام. وقال ابو الغيط: «ربما للمرة الأولى نرى أن الجانب الاميركي يتبين حقيقة أن القضية الفلسطينية هي جوهر الصراع في المنطقة وأساس الأزمات ما بين العالم العربي والإسلامي والغرب، وأن هناك كما نقرأ او نسمع تركيز اميركي على الحاجة للتحرك على جبهة السلام وبسرعة، مع عدم اتاحة الفرصة لأي هروب من الالتزامات التي تم التفاهم عليها في السنوات السابقة». وأضاف: «عندما يذهب مبارك للقاء أوباما سنرى على أرض الواقع حقيقة الموقف الاميركي وبناء على ذلك سنتحرك». من جهته، قال وزير الخارجية الاردني ناصر جودة ان الملك عبدالله الثاني كان واضحاً في حديثه مع الادارة الأميركية في ما يتعلق بالاستيطان وضرورة وقفه والاجراءات الاحادية من جانب اسرائيل، خصوصا في ما يتعلق بموضوع القدس وكل الاجراءات التي من شأنها أن تعرقل عملية السلام. وأعرب عن اعتقاده بأن أهم اوراق الضغط الكبرى التي يمتلكها العرب تتمثل في الالتزام الاميركي بحل الدولتين والحل الشامل لقضايا الشرق الأوسط. كما اعرب عن اعتقاده «بأننا سنرى خطة عمل للمضي قدما في مفاوضات السلام». وسئل أبو الغيط عما اذا كانت هناك مخاوف مصرية من الحوار الاميركي - الايراني، فأجاب: «نقول للعالم الغربي اننا نعترف بأن ايران دولة مهمة ومؤثرة، خصوصا في منطقة الخليج العربي، غير ان الاداء الايراني في هذه المنطقة يعد اداء مزعجا اذ إنهم يحاولون استغلال القضية الفلسطينية وقضايا اخرى لتعميق المصالح الايرانية، ونقول ان لنا مصالح اساسية لأنه الاقليم العربي وليس الاقليم الايراني او الاسرائيلي، وهذه المصالح تعطي الدول العربية الحق للمشاركة». من جهة اخرى، قال الناطق باسم وزارة الخارجية السفير حسام زكي ان أبو الغيط استقبل صباح امس منسق الأممالمتحدة الخاص بعملية السلام في الشرق الأوسط روبرت سيري وبحث معه المستجدات في المنطقة، ومن بينها التطورات على الساحة الفلسطينية، خصوصا في ما يخص الحوار والجهود المصرية لتوحيد الصف الفلسطيني. وقال الناطق إن أبو الغيط انتقد خلال اللقاء السياسات الإسرائيلية الخطيرة في مدينة القدس ومحيطها من هدم للمنازل وتشريد للسكان واستمرار للأنشطة الاستيطانية المختلفة، الأمر الذي يؤثر سلباً على وضع مدينة القدس ومحيطها، ويهدد بتداعيات كارثية على الأمن والاستقرار وفرص حل الدولتين. وأوضح الناطق أن اللقاء تناول الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، اذ دان وزير الخارجية استمرار الحصار الإسرائيلي الجائر، وما يتسبب فيه هذا الحصار من إعاقة حتى الإصلاحات الجزئية في المباني المختلفة والمنازل، الأمر الذي يضر ضرراً بالغاً بحياة السكان المدنيين في القطاع، داعياً الأممالمتحدة والمجتمع الدولي لبذل مساعيهم للضغط على إسرائيل لفك الحصار الذي يعد أمراً أساسياً لعملية إعادة الإعمار. وأضاف أن أبو الغيط أكد ضرورة أن يخرج الاجتماع الوزاري المقبل لمجلس الأمن في شأن الشرق الأوسط المزمع عقده في 11 آيار (مايو) الجاري بموقف قوي يدعم جهود تحقيق السلام، ويطلب بوضوح إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية.