أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) أن لا معنى لدولة فلسطين من دون القدس عاصمة لها، لافتاً الى أن قضية الشعب الفلسطيني واسترداد حقوقه الثابتة هي القضية المركزية للدول العربية. وانتقد ممارسات إسرائيل ضد القدس ومواطنيها، «إذ تتصاعد منذ مدة الممارسات الاحتلالية الإسرائيلية ضد المدينة المقدسة بوتيرة وتكثيف لم يحدث منذ عقود. وأصبح هدم واحتلال البيوت وتشريد أصحابها، ومصادرة الأراضي وبناء الوحدات الاستيطانية، ممارسةً يوميةً تنفذ برنامج التطهير العرقي. وبات المسجد الأقصى المبارك أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، هدفاً ثابتاً لحملة الاحتلال وللمتطرفين الإسرائيليين». وقال «أبو مازن» في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية للقمة العربية في سرت إن الحملة الإسرائيلية «تستهدف المقدسات المسيحية والإسلامية من أجل تهويد القدس العاصمة الخالدة لدولة فلسطين». وأضاف أن «القدس هي درة التاج، وبوابة ومفتاح السلام، وأكدنا باستمرار أن العبث بالمدينة المقدسة من جانب الاحتلال هو إذكاء لنار التوتر، وتأزيم للوضع وإشعال الحروب في المنطقة والعالم». وأكد التمسك بكل ذرة تراب وكل حجر من القدس. وقال: «مصممون على الدفاع عن عاصمة فلسطين، وعن المسجد الأقصى، وعن كنيسة القيامة وعن كل مقدساتنا، ومصممون على دعم صمود أبناء شعبنا الشجعان». وأكد أنه «لن يكون هناك أي اتفاق للسلام لا يتضمن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرضنا وفي مقدمها القدس الشريف، إذ لا معنى لدولة فلسطين من دون أن تكون القدس الشريف عاصمة لها». وقال إن «الفلسطينيين يخوضون مواجهة ساخنة على صعيد عملية السلام وأنه لم يتأثر بالضغوط». وأضاف: «لمسنا تفهماً ودعماً لموقفنا لدى دول العالم التي تدرك عدم جدوى إطلاق المفاوضات، في ظل استمرار الاستيطان، وتدرك عبثية التفاوض حول الحدود في حين يعمل الاحتلال على رسم وفرض الحدود التي تلبي أهدافه التوسعية، وعبر طرح مخطط الدولة ذات الحدود الموقتة الذي رفضناه، ونؤكد رفضنا له اليوم». ودعا المجتمع الدولي إلى عدم الاعتراف بأي إجراءات أحادية تقوم بها إسرائيل في القدس، وإلى تحمل مسؤولياتها لوقف هذه الإجراءات في المسجد الأقصى والمواقع الأثرية ومواقع التراث في القدس وبيت لحم والخليل وباقي المناطق الفلسطينيةالمحتلة وحمايتها من التهديدات الإسرائيلية. وطلب تقدم المجموعة العربية في نيويورك بطلب عقد جلسة خاصة للجمعية العامة للأمم المتحدة لإدانة الإجراءات الإسرائيلية في القدس الشريف وحشد الدعم العربي والإسلامي والتنسيق مع منظمة المؤتمر الإسلامي للعمل على وقف إجراءات إسرائيل في القدس وتقديم دعمٍ مالي إضافي وفي شكل عاجل من خلال صندوقي الأقصى والقدس ووضع خطة تحرك عربي لدعم صمود القدس. وأكد أنه يعمل بمثابرة وبكل جهد صادق لأداء استحقاق المصالحة الوطنية لإنهاء الانقسام الذي فرضه «انقلاب» حركة «حماس» في قطاع غزة. وطالب «حماس» بالتوقيع على الورقة المصرية. وقال: «نؤمن بحل الأزمة القائمة وأي إشكال آخر عبر الاحتكام إلى الشعب والعودة إلى صناديق الاقتراع».