تغير طفرة في أعمال البناء ملامح الأفق في مدينة رام الله وتعزز وضعها كعاصمة فلسطينية بحكم الأمر الواقع. ويبدو على نحو متزايد أن المدينة الواقعة في الضفة الغربيةالمحتلة والتي كانت ذات يوم قرية تقع على أطراف القدس، تضطلع الآن بالدور الذي كان منوطا بالقدسالشرقية ضمن خطط إقامة الدولة الفلسطينية. ترتفع الفنادق الفاخرة والمباني السكنية بين التلال ويجري إنشاء مقر رئاسي جديد ويشيد الفلسطينيون وزارات جديدة لحكومتهم بدلا من الاستمرار في استئجار مكاتب لهذا الغرض. وتقول السلطة الفلسطينية التي تتخذ من رام الله مقرا لها منذ تشكيلها عام 1994، إن تقليص النفقات هو الغرض من وراء مثل هذه المشروعات إذ أن الإيجارات باهظة التكلفة. بيد أن الأهمية الرمزية لم تغب عن الفلسطينيين الذين يخشون من أن تباعد السياسات الإسرائيلية أكثر بينهم وبين المدينة المقدسة التي تقع على التلال الجنوبية. ولا يزال التمتع بالسيادة على القدسالشرقية هو محور جدول الأعمال الوطني الفلسطيني. لكن تتهاوى عملية السلام التي بدأت قبل عقدين من الزمن والتي يأمل الفلسطينيون في أن تمنحهم المدينة ضمن خطط إقامة دولتهم المستقلة. في الوقت الذي تحكم إسرائيل سيطرتها على القدس التي تعتبرها عاصمتها «الأبدية الموحدة»، ترسخ رام الله أقدامها كمركز إداري واقتصادي للفلسطينيين.