الهاجس الأمني أصاب الخليجيين بالقلق والتوتر قبل بدء منافسات «خليجي 20» في اليمن، لكن الأداء التحكيمي هو الذي يقلق المنتخبات المشاركة بعد انطلاقها إثر الانتقادات الواسعة التي شنتها معظم المنتخبات منذ المباراة الأولى للبطولة. معظم المدربين بلا استثناء صبوا جام غضبهم على التحكيم، ولم يقتصر الانتقاد على حكم دون آخر، بل نال معظم الحكام نصيبهم من التصريحات اللاذعة بمن فيهم الحكم الياباني أمجايا كانجي لعدم احتسابه ركلة جزاء للكويت في مباراتها مع السعودية. حظي الحكام المساعدون بجانب أكبر من الانتقاد والذي بدأ مع المنتخب القطري بعد خسارته الأولى أمام نظيره الكويتي، حيث ألغى فيها الحكم هدفا للاعب سيباستيان سوريا بإشارة من الحكم المساعد. امتد الأمر إلى الجانب العراقي الذي خرج متعادلا مع الإمارات بدون أهداف في الجولة الأولى، فشن العراقيون هجوما عنيفا على الحكم واتهموه بعدم احتساب ركلتي جزاء، إضافة إلى إلغاء هدفين بداعي التسلل. ووجه المنتخب البحريني أيضا وعلى لسان مدربه سلمان شريدة النقد إلى التحكيم وقال بعد الخسارة أمام العراق 2 3 البارحة الأولى «إن البحرين شربت من نفس الكأس التي شربت منها المنتخبات الأخرى». رئيس الاتحاد الكويتي الشيخ طلال الفهد أبدى استياءه من مستوى التحكيم في مباراة الكويت والسعودية، معتبرا أن «الحكم لم يكن قادرا على إدارة المباراة بالشكل المطلوب منه». كما وصف رئيس بعثة المنتخب العراقي ناجح حمود الحكام ب «المبتدئين»، واعتبر أنهم «ارتكبوا أخطاء قاتلة»، معلنا «تقدمه باحتجاج رسمي على حكام مباراته مع الإمارات، لكن الأمين العام للاتحاد اليمني رئيس اللجنة الفنية حميد شيباني نفى أن تكون اللجنة قد تلقت احتجاجا من العراق أو من أي منتخب آخر». أقوى انتقاد وجه إلى التحكيم حتى الآن كان من رئيس الاتحاد القطري الشيخ حمد بن خليفة بعد خسارة قطر أمام الكويت، حيث أكد أن هدف سيباستيان سوريا «صحيح مئة بالمائة وكان واضحا ووضوح الشمس ولا نعرف كيف أوحى خيال مساعد الحكم بإلغائه». لكنه عاد واعترف أن الاتحادات «لم ترسل أفضل حكامها إلى البطولة بما في ذلك الاتحاد القطري»، وقال إنه «يتمنى من الاتحادات الخليجية وعلى رأسهم الاتحاد القطري إرسال أفضل الحكام، وأن الأخطاء التحيكيمة موجودة ولن تنتهي لكن هناك أخطاء يمكن قبولها وأخطاء أخرى لا نقبلها». مدير المنتخب القطري عبدالرحمن المحمود اعتبر أنه على الاتحاد الدولي «إعادة النظر في قراره بعدم الاستعانة بالتكنولوجيا في التحكيم لأن هناك ظلما تدفع المنتخبات ثمنه غاليا»، وأكد أن «القرارات التقديرية مثل ركلة الجزاء يمكن قبولها، لكن كيف يمكن قبول إلغاء هدف صحيح مثل هدف سيباستيان سوريا في مرمى الكويت». حمى انتقاد التحكيم وصلت إلى اللاعبين أيضا بحمل قائد منتخب العراق يونس محمود على حكم المباراة ضد الإمارات، في حين اعتبر مدافع منتخب البحرين عبدالله المرزوقي أن «الحكم الذي أدار مباراة البحرين والعراق لا يستطيع إدارة مباراة للبراعم»، وكان زميله حسين بابا واضحا بقوله «إن التحكيم في خليجي 20 يعاني من ضغط كبير بدون أي مبرر». من جانبه، أكد جمال الغندور الحكم الدولي السابق المحاضر في الاتحاد الدولي المشرف على لجنة الحكام في بطولة كأس الخليج في نسختها ال 20 المقامة حاليا في عدن «بأن البطولة تفتقد لوجود حكام دوليين من أوروبا وآسيا، الأمر الذي أدى إلى الوقوع في بعض الأخطاء التحكيمية من قبل الحكام». وأضاف الغندور أن الأخطاء التحكيمية أمر وارد في عالم كرة القدم ومن المؤكد أن بطولة خليجي 20 شهدت بعض الأخطاء التي اتضحت من خلال مشاهدته لمجموعة من شرائط الفيديو الخاصة بمباريات البطولة أثناء تقييم الحكام، وأوضح رئيس لجنة حكام خليجي 20 أنه لابد من أن نتقبل مثل تلك الأمور بشكل منطقي حيث إنه لا يوجد في بطولة الخليج سوى حكم ياباني وحيد وهو أمجايا كنجي وحكمين من مصر هما ياسر عبد الرؤوف وحمدي شعبان، لذا فإنه لا يجوز إلقاء اللوم على لجنة الحكام. واختتم الغندور تصريحاته بالقول إن عقاب الحكم المثير للجدل سيكون بإدارته لمباريات أقل من المباريات التي سيديرها الحكم المتميز. وتمثل قضية التحكيم في بطولات الخليج حالة خاصة نظرا لحساسية اللقاءات بين منتخبات دول المنطقة، كما كانت سببا في أغلب انسحاب المنتخبات في دورات سابقة كما حدث للمنتخب البحريني الذي انسحب من البطولة الثانية التي أقيمت في الرياض عام 1972، وانسحاب المنتخب العراقي من الدورة العاشرة التي أقيمت في الكويت عام 1990.