نعم الدكتور محمد عبده يماني كان عبد الله، كان يعبد الخالق بتقى وإيمان عرفته عبر أحد أبواب والدي الذي كان يفتحها لي يوميا لغرض العلم ومعرفة الكبار علميا وثقافيا، فعرفني على الدكتور محمد عبده يماني أثناء حضور اثنينية الشيخ عبد المقصود خوجة، وكان ذلك في بداية تولي الراحل منصب وزير الإعلام. فهناك رجال يصنعهم التاريخ وآخرون يصنعون التاريخ، ومن هؤلاء الذين كتبوا تاريخهم بمداد من ذهب ودموع وفخر وعرق هو المرحوم (بإذن الله) الدكتور محمد عبده يماني. في دار في مكةالمكرمة، ولد ذلك الرجل العصامي قبل قرابة سبعة عقود من الزمن، ولد في مكةالمكرمة، حيث كانت الحياة آنذاك فيها وفي شبه الجزيرة العربية أقرب ما تكون لفطرتها الأولى، فمحمد كان عبده ممن ناصر الله بحقه وممن كان له حظ التفكير في التعليم وإجادة القراءة والكتابة وصلت أحلامه وعزائمه إلى الدراسة في مدرسة الفلاح في مكةالمكرمة والتخرج منها ليواصل حياته في مناصرة الخالق ويخدم ملوكه ووطنه، فمحمد فقيد دولة وليس فقيد عائلة، ولا يخفى على أحد الدور الكبير الذي قام به الدكتور محمد في مجال عمله ومناصرته لقضايا المواطنين، فقد اهتم الدكتور محمد (يرحمه الله) تنفيذا لأوامر ملوكه بقضايا المواطنين في جميع أصقاع المعمورة وأولاها كل رعاية واهتمام سواء على المستوى العام أو الدعم المالي والمعنوي والفردي، وسعى في خدمة ملوكه رحمهم الله حتى عهدنا الحاضر تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية أعزهم الله وأطال الله في أعمارهم ومتعهم بالصحة والعافية فقضى محمد عبده يماني حياته يدعم قضايا المواطنين المختلفة عونا ومواساة، ودعما ومؤازرة انطلاقا من مسؤولياته العديدة والمتشعبة بكل إخلاص وأمانة ووفاء (يرحمه الله) وتوجيها من أولي الأمر؛ لتحقيق مصالح وراحة المواطنين، فقد من الله علي بالشرف أن أعرفه عن قرب منذ عام 1396ه، في أول مقابلة عندما قدمني والدي له، ومنذ تلك المقابلة حتى بعد وفاة والدي استمر تواصلي مع الدكتور محمد عبده يماني، حيث كان يغمرني بتواضعه ويلبي طلبي عندما دعوته أكثر من مرة ليأخذ مكان والدي في مناسبة قراءة الفاتحة لبناتي، فلم يتردد ولم يتأخر ولا مرة واحدة. كذلك لبى طلبي عندما طلبته أن يترأس حفل تدشين كتاب «ذكريات الرجال» عن والدي يرحمه الله فحضر وترأس الحفل وشرفني بعطفه وتواضعه وعلمه وثقافته وحبه العظيم لآل البيت سلالة السيدة الجليلة فاطمة الزهراء رضي الله عنها. كم كان يحب المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام، ويحب سلالة أبناء ابنته السيدة فاطمة، وكم من مؤلفات كتبها عن حبيب الله صلى الله عليه وسلم وآله وصحبه. هكذا عاش اليماني مناصرا لله ومخلصا ومحبا لخدمة المسلمين بصفة عامة، وملوكه وبلده وأهله وأهل بيت الله، رحمك الله يا محمد عبده ابن عبدالله يماني.