لا قلت عبد الله «كسا الكون إيمان».. وأن الزمان بخير والناس وافين* فتحت البارحة الأولى أوراق سجل وطني ممهورة سطوره بحروف الحب الخالص والدعاء الغامر بالشفاء لوالدنا (وغالينا) ملك القلوب، على أن شعورنا بسماع الخبر المؤلم عن وعكته الصحية يفوق قدرة حرفنا المتواضع. وأساليب التجسيد تخون إذا حاولنا وصف الحالة العامة ورد الفعل بإعلان الديوان الملكي خبر إصابته وحاجته للراحة. كم جميل أن نعرف معه حفظه الله أيام الرخاء والشدة، ونحن نبتهل إلى العلي القدير أن يكلله بموفور الصحة والعافية، نلحظ رد الفعل ونقرأ التجربة على أنها حررت أنهارا من المحبة وإعلان الولاء على ضيقنا بالفاجعة أثناء إذاعة الخبر. المشهد حتى كتابة هذا المقال في العالم الافتراضي وهو وسيلة التعبير الأكبر ولا يوجد مجال للطعن في صدقيته لأنه لم يوجه ولم يرتب له، هو هكذا ببساطة متناهية يعبر عن رد فعل المواطنات والمواطنين العفوي الصادق الصريح، والمشهد يرسم عفوية التعبير عن محبة الشعب لوالدنا بأطيافهم وتياراتهم، وعنوانه العريض كتب بصدق القلوب «إنه القائد الرمز الذي اخترق قلوب مواطنيه»، عندما أجمع الشعب على محبته اعترافا بعدله ومحاربته الفساد ومحاولته توزيع المشاريع بالتساوي على المناطق، وتواصله مع احتياجات الناس، وتلمس ما يكابدونه وطرح الحلول وتبني مشروعات أصبحت إنجازات شاخصة يدعون له كلما عبروا من أمامها.. كل شبر من هذه الأرض يذكرنا بحبه لوطنه وتفانيه في خدمته وأنه القدوة الأمثل. ولئن يجمع القلق على صحته ودعاء القلوب له (مواقف الفرقاء) في آرائهم..!! إذ اختلفوا في الرأي والتوجه وجمعهم حبه ومكانته في قلوبهم وصادق الدعاء له، ووصفوا حالهم أن الخبر أشعرهم بالانقباض والضيق في حالة من الإجماع العام على ردة فعل شبه موحدة، هي إرادة الله نرد عليها بغزير الدعاء أن يحميه ويحفظ له عافيته وسط تلبيات الحجيج على صعيد منى الطاهر.. ونحن نحتضن حجاج البيت الحرام تصافحهم القلوب وأمنيات بحج مبرور وسعي متقبل مشكور، وأن يجتاز والدنا وعكته الصحية وهو المشرق بيننا وفي قلوبنا بكل حالاته. * بيت القصيدة من كلمات الشاعر هاني الشحيتان، وهي أغنية «عبد الله نخلة وسيفين»، أنشدها الفنان محمد عبده. [email protected]