يتناول الدكتور عدلي سيد محمد رضا (رئيس قسم الإذاعة والتلفزيون في كلية الإعلام في جامعة القاهرة) في بحثه «أخلاقيات الإعلام في عصر العولمة» الثورة التكنولوجية الحديثة، وخصائص وتأثيرات تكنولوجيا الاتصال في المجالات الإعلامية والاجتماعية في ظل العولمة، مشيرا إلى أن تكنولوجيا الاتصال والمعلومات ساعدت على تمهيد الطريق أمام وسائل الإعلام والثقافة الغربية لاختراق المجتمعات العربية والإسلامية وتهديد هويتها وثقافتها، موضحا أنها أفرزت واقعا إعلاميا جديدا أدى إلى توفير وإتاحة بدائل ووسائل إعلامية عديدة ومتنوعة. وأكد أن هذه الوسائل الجديدة تعكس بيئات ثقافية وحضارية متباينه الأفكار والرؤى، وتزداد المخاوف يوميا من آثار العولمة الثقافية على الهوية العربية والإسلامية، في ضوء ما يقدم من مضامين مختلفة في الفضائيات العربية والأجنبية، وعلى الإنترنت، وما تقدمه الصحافة والسينما، وما تعكسه وسائل الإعلام الغربية من صور مشوهة وسلبية عن واقع الإنسان العربي والمسلم ومجتمعه، مبينا أنه انطلاقا من هذا تزايدت الدعوات في الآونة الأخيرة لصياغة استراتيجية إعلامية عربية، تقوم على بلورة رؤية واعية تمكن من التعامل مع النظام العالمي الجديد، مشيرا إلى أن «هذه الرؤية التي نتطلع إليها يجب أن تستند إلى تطوير الخطاب الإعلامي وآلياته ووسائله، بما يساعد على الحفاظ على الهوية الثقافية والحضارية للمجتمع العربي والإسلامي». وأوضح الباحث أن أهم الأهداف التي يمكن أن يحققها علم أخلاقيات الإعلام هو كيفية تحويل ثورة المعلومات والاتصال إلى ثورة أخلاقية، والتزام الوسائل الاتصالية الجديدة مثل: الصحافة الإلكترونية والإنترنت والمدونات واليوتيوب ووسائل البريد الإلكتروني والقنوات الفضائية، بأخلاقيات الإعلام، في إطار السعي إلى الالتزام بأخلاقيات الإعلام في عصر العولمة، مبينا ذلك يبرز ضرورة الاهتمام بالبناء الثقافي والأخلاقي للمواطن في البلاد العربية والإسلامية، مع ضرورة المحافظة على التقاليد والعادات العربية والإسلامية من خلال ما تقدمه وسائل الإعلام في هذه البلدان، مع الانفتاح على الثقافات الأخرى في إطار ما يعزز ويدعم الثقافة العربية.