شن الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي هجوما لاذعا على الهيئة الإسلامية العالمية للإعلام، منتقدا عدم تحقيقها شيئا مما يتطلع اليه المسلمون بشكل عام منذ أول مؤتمر عقدته الهيئة عام 1400 بمدينة جاكرتا وحتى الآن، حيث لم يعقد المؤتمر الثاني وهي فترة طويلة تجاوزت 30 سنة - بحسب التركي - الذي كان يتحدث في مؤتمر صحفي أمس بمكتبه بمقر الرابطة بمكةالمكرمة بمناسبة استعداد الرابطة لمؤتمر مكةالمكرمة ال11 الذي ستعقده تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ويفتتحه نيابة عنه أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل خلال الفترة من 5 - 7 ذي الحجة تحت عنوان "التحديات الإعلامية في عصر العولمة". وأكد التركي أن الرابطة ستعيد تكوين الهيئة الإسلامية العالمية للإعلام من جديد وذلك بما يتناسب مع المرحلة الراهنة وأنها تستعد لعقد المؤتمر العالمي الثاني للإعلام والذي يتصل بالأهداف الكلية للمؤتمر الإعلامي العالمي الأول. وأضاف: ليس المطلوب أن تتحول القنوات الفضائية إلى برامج للسباب لا تحقق نتيجة مرضية، والمطلوب برامج هادفة عبر نقاشات علمية، كما أن الاختلاف في الإسلام له آدابه وحينما يتم استخدام الأساليب المناسبة فإنها تسهم في حل كثير من المشكلات. وفي رد عن سؤال ل"الوطن" كشف التركي عن عقد لقاءات مع ملاك القنوات الإسلامية لتدارس مشكلاتها الاقتصادية والفنية والبعد عن تصيد أخطاء الآخرين والتركيز على محاسن الإسلام وإيجابياته فيما يخدم الدعوة. وتابع التركي: لمسنا خلال جولاتنا حول العالم رغبة الكثير في التواصل مع المسلمين ولكنهم يفتقدون الوسيلة مما يتطلب أن نركز على كيفية تحقيق ذلك عبر وسائل الإعلامية المختلفة ذات البرامج الهادفة، كما أن القضايا التي ينبغي أن تعالجها وسائل الإعلام في العالم الإسلامي تتركز على القضايا الرئيسة وفي مقدمتها وحدة المسلمين، ومن هنا يأتي مؤتمر هذا العام "التحديات الإعلامية في عصر العولمة" وذلك استشعاراً من الرابطة بأهمية المتغيرات التي تحيط بالعالم الإسلامي جراء التطورات التقنية في ميدان الاتصالات وما تحدثه من آثار في مستوى الوعي البشري، فمنذ أن تفجرت ثورة المعلومات تغير العالم ولم يعد إلى ما كان عليه في حين تعمل الرابطة على تعزيز مبدأ حاجة الأمة الإسلامية للنهوض بالإعلام وتوفيرالكفاءات المتخصصة، وهو دور مناط بمهام وزارات الإعلام ومؤسساتها الإعلامية والصحفية خصوصا أن قضايا الإعلام والاتصال تدخل في صلب اهتمامات الرابطة منذ إنشائها انطلاقاً من الأهداف التي رسمت لها، ومنها رفع مستوى الوسائل الإعلامية والدعوية والتربوية والتعليمية والثقافية لدى المسلمين ورفع إنتاجية العمل فيها. واستعرض التركي أهداف مؤتمر مكة الحادي عشر مبيناً أنها تتلخص في إتاحة فرص اللقاء والحوار وتبادل المعارف والخبرات سعياً إلى تنسيق جهود الإعلاميين في العالم الإسلامي وتدارس الواقع الإعلامي لدى المجتمعات المسلمة مقارنة بما وصل إليه التطور العالمي اليوم للإفادة من الفرص والتعرف على طبيعة التحديات والإسهام بتوجيه المسار الإعلامي فهماً وممارسة نحو الأخلاق والقيم المثلى لما فيه خير العالم وصلاحه وتحقيق المساندة الإعلامية المنظمة لمهام العلماء وبرامج المنظمات الإسلامية تجاه الحملات والافتراءات المغرضة ضد الإسلام والمسلمين، مشيراً إلى أن من أهم أهداف المؤتمر إيجاد صيغ عملية للتعاون بين مؤسسات العمل الإعلامي في الدفاع عن قضايا المسلمين وإرساء قواعد التفاهم والحوار بين شعوب العالم من خلال محاور المؤتمر. حيث يتناول المحور الأول الواقع الإعلامي في عصر العولمة، والإعلام الدولي وتوجهاته الإعلام الجديد، وفرص وتحديات أخلاقيات الإعلام في عصر العولمة، أما المحور الثاني فيتناول الأسرة والمجتمع والتحديات الإعلامية، والأسرة والإعلام الإلكتروني.. ظاهرة العنف والانحلال الأخلاقي في الإعلام المعاصر، والمجتمع والغزو الثقافي، أما المحور الثالث فيتناول الأمة المسلمة والتحديات الإعلامية.. صورة الإسلام والمسلمين في الإعلام الدولي، والمسلمون والتقنية الإعلامية، والإعلام في العالم الإسلامي بين الأصالة والتبعية، أما المحور الرابع فيتناول رؤى عملية لمواجهة التحديات، والإعلام الإسلامي.. قواعد وضوابط إعلام المنظمات الإسلامية، وتنسيق وتكامل الإعلام والحوار الحضاري.