«صرفه، خله يجي بعد العيد، ما حنا فاضين، يا أخي متى يعدي هالاسبوع ونفتك، هذا غثنا كل يوم يراجع، أصبر مثلك مثل غيرك»... والقائمة تطول بسلوكيات وثقافة عمل أوغلت صدر المواطن ضجرا إزاء بعض الأجهزة الحكومية، أصبح المواطن والمقيم يقرأ القرآن ويدعو ويسبح قبل الدخول عسى أن يسهل الله أمره. ليس ذنب المواطن أن تكون المعاملات متكدسة والموظفون قليلين، ولا ذنبه أن الراتب قليل، ولا أن الموظف على بند الأجور، فكل له همه الذي يخصه وما دام اختار هذا الموظف بكامل قواه العقلية أن يجلس على هذا الكرسي يطعم نفسه وأطفاله من راتب يتقاضاه فعليه أن يقدم العمل بأدق تفاصيله بكل أمانة ومسؤولية. تحاسب أجهزة حكومية في دول متقدمة موظفيها الذين لا يبتسمون في وجه المراجعين فالإنتاجية مرتبطة بالانطباع الذي يتركه الموظف لدى المستفيد من الخدمة، أما الابتسامة عند موظفينا غائبة وربما تسمع همسا مزعجا بأنك أصبحت ثقيلا في المكان لأنك تكثر المراجعة لأخذ حقوقك. وربما يرى البعض ابتسامة إلا أن معظم تلك الابتسامات تكون إما سخرية من مراجع، أو نكتة مرة عابرة «لتقطيع» الوقت حتى تدق الواحدة والنصف (نظام الخدمة المدنية يؤكد على أن نهاية الدوام 2:30 ظهرا)، فهذه الساعة مع ساعة الفطور وساعتي السوالف حق مشورع «ويا ويلك إن سألت الموظف عنها». لا يخلو قاموس أي مراجع لدائرة حكومية اليوم من عبارات مثل: «مرسول لك من فلان، أو تكفى ترا جيت من بعيد، الله يرحم والديك مشي أوراقي، و.....» وتحول الحق المشروع الذي نص عليه النظام الأساسي للحكم إلى استجداء يتمناه المواطن من الموظف. إن أكثر ما يتمناه الدالف إلى عمق دائرة حكومية اليوم في ظل تزايد أعداد المراجعين والضغط الرهيب على الدوائر، إن لم يجد الخدمة فليحظى بالاحترام وابتسامة، أكدها المعلم الأول صلى الله عليه وسلم بأن تبسمك في وجه أخيك صدقة. أتمنى على معهد الإدارة العامة والأجهزة الحكومية كافة أن تشرع في النهوض بمبادرة تثقيف الموظفين إزاء خدمة المجتمع بشكل أكثر وعيا، مغلفة بابتسامة وكلمة طيبة هي من أساس ديننا الذي يسمو بأخلاقياتنا، وتجربة الشركات المخصخصة والتي كانت في السابق أجهزة حكومية مثال حي على ضرورة تغيير الثقافة لخدمة الناس. وإذا كانت «الجمعية السعودية للابتسامة» تود أن نلمس وجودها في واقعنا فأتمنى أن يكون الموظفون على رأس أولوياتها.. كل عام وأنتم بألف خير. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 261 مسافة ثم الرسالة