تلك الملفات التي قد حُكم عليها بالسجن من دون أي ذنب وربما بعضها قد أخذ سجنا مؤبدا يمتد لأيام وشهور وربما سنين طويلة , هل تعلمون من هي تلك الملفات المسجونة ؟ إنها معاملات هؤلاء المواطنين التي أصبحت حبيسة في أدراج موظفي الجهات الحكومية , مسكين المواطن كل يوم يراجع معاملته في احدى الجهات الحكومية دون جدوى أو فائدة , وكل هذا بسبب كسل و إهمال و استهتار موظفي الجهات الحكومية , تجد بعضهم نائما على مكتبه , وبعضهم يلعب كلمات متقاطعة , وبعضهم يتحدث من طرف انفه ربما لو وقعت ذباب عليه لتضارب معها , وبعضهم يطلب رشوة حتى تمشي المعاملة في طريقها , وغيرها الكثير من السلوكيات الخاطئة للأسف المنتشرة عند بعض موظفي الجهات الحكومية خصوصا مع المراجعين لمعاملاتهم , لماذا التأخير في معاملات هؤلاء المراجعين ؟ , بصراحة لا أرى أي سبب واضح دائما تتحدثون وتقولون : ( إن هذا هو الروتين المعتاد في معاملات الجهات الحكومية و ينبغي إتباعه ) و أنا أقول : ( أليس أنتم من صنع هذا الروتين ؟ تجعلون معاملات المواطنين مسجونة في أدراجكم وتقولون : هذا الروتين , تريدون واسطة وتقولون : هذا الروتين , تتحدثون بغضب حتى الابتسامة والبشاشة في وجوه المراجعين عندكم مفقودة وتقولون : هذا الروتين , ما هذا الا الروتين القاتل الذي يجب التخلص منه وذلك بوضع حوافز وعقوبات منها على سبيل المثال : الموظف الذي ينهي أكثر من عشرين معاملة له مكافأة مالية مقدارها 50 % , والموظف الذي لديه أكثر من عشرين معاملة لم ينهها خلال شهر يخصم مقدار 50 % من راتبه , وأيضاً المراقبة الدائمة من المسؤولين في الجهات الحكومية على هؤلاء الموظفين وسؤال المراجعين عن أي سلوكيات تزعجهم من الموظفين , و أيضاً إرسال الموظفين في دورات تدريبية تعلمهم فنون التعامل مع المراجعين و إنجاز معاملاتهم على أكمل وجه , لذلك أتمنى الإخلاص و الاتقان الدائم عند موظفي الجهات الحكومية وتذكروا أن هذا العمل ليس مجرد الراتب آخر كل شهر بل إنه أمانة و مسئولية أمام الله عزوجل قال صلى الله عليه وسلم : (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه) خديجة حمدي البدراني - المدينة المنورة