السطور المقبلة هي سطور سطّرها ثورة حبر قلم شاط غضبًا وحسرةً على حال حاضر، وماضي، ومستقبل بلا أدوات بناء!! حال قلمي التشاؤمي هو نتيجة لمقارنات ووقائع حاصلة يوميًّا تواجهنا فردًا فردًا، فنقابلها بمبدأ التخدير “مشِّ حالك”! أستعجبُ في كل يوم من السلوكيات اللاحضارية التي نشاهدها في طرقاتنا، ومدارسنا، وحتى في المتاجر والأسواق، فيغلب طابع قلة الاحترام فيما بيننا، والغبن في أخذ حق ليس بحق!! أستعجبُ من قلة وسوء الخدمات المقدمة عمومًا، سواء كانت إلكترونية (وما أدراك عن ما يُسمّى بالخدمات الإلكترونية)، أو كانت خدمية عادية ممثلة في ابتسامة لم تجد طريقها إلى موظف شاء القدر أن تكون أحد مراجعيه، ويالسخرية القدر!! هل من الصعب أن يكون للمواطن الحق في أن يستخدم الهاتف كوسيلة للتحدّث مع موظف حكومي دون أن يمر في متاهة من التحويلات التي لا تصل به إلى كائن حي؟! هل من العجب أن يطبّق المرور نظام ساهر بشكل صحيح، وهو الذي يطالب المواطنين بتحديث بياناتهم، وهو يعلم بأن بعض رخص السير لا تحمل رقمًا تسلسليًّا، ويبقى صامتًا، وكأن الأمر لا يعني له شيئًا؟! هل الخطوط السعودية بحاجة لخصخصة الخصخصة المخصخصة لكي توفّر للمسافرين خدمة راقية بلا إلغاءات بلا مبرر؟! هل أصاب الجفاف المؤسسة العامة لتحلية المياه، ولم يصب الوايتات التي ترمي بالمياه الزائدة أمام أعين الناس؟! هل بقاء ثلاجات المياه المكهربة في مدارس أطفالنا هو الطريق السليم لبناء جيل ينير الطريق لأجيال قادمة؟! هل إهمال التحقق من شهادات الأطباء، والمهندسين هو أسلوب جديد في بناء وطن بلا أعمال روتينية؟! إن الهمجية، واللامبالاة هما خصلتان ليستا حكرًا -فقط- على الجهات الخدمية، وإنما هي طابع طاغٍ على كثير من سلوكياتنا. فتلمسها في سائق متهور، أو تكدس محبي التميس، أو حتّى في نقاش تلفزيوني، رغم أن الضيوف من حملة الدكتوراة! بالأمس شاهدتُ مقطع فيديو لا يتعدّى ثلاثين ثانية، استوقفني لساعات، وأنا أفكر في كيف ربّت مجتمعات غربية احترام الغير، والاستماع لوجهة نظر الآخر، رغم كل شيء، سأترك لكم رابط الفيديو ليس لتشاهدوه، وإنما لتتفكّروا، وتتمعّنوا بعمق في هذا السلوك. رابط الفيديو : http://www.youtube.com/watch?v=Ghs3Cr2gWTQ&feature=popular