كان بعض الناس إذا أردوا وصف من حولهم بسوء الفهم وعدم الإدراك وربما الغباء المركز قالوا هذه العبارة الاستنكارية: تقول لهم «ثور يقولون أحلبوه» أي أن المخاطبين لا يفهمون ما يقال لهم ولا يمكن أن يصل معهم الإنسان العاقل إلى نتيجة إيجابية حتى لو قدم لهم كل ما عنده من أمثال وشواهد! وكان الناس أيضا يزعمون أن كل ديك في العالم لابد أن يبيض بيضة واحدة خلال سنوات أو شهور عمره، ولذلك وصفوا الشيء الذي لا يرونه أو لا يحصلون عليه إلا مرة واحدة بأنه مثل بيضة الديك ! ولكن الأيام دارت دورتها وأخذ العلم يفسر ما كان غير مفهوم، فعلى سبيل المثال تتناقل وسائل الإعلام بين حين وآخر أخبارا عن ثور أو تيس يدر الحليب ثم تجد من ينسج حولهما الأساطير والأقاويل والمزاعم عن القدرات الكامنة في حليب الثور أو التيس محولين هذين الحيوانين إلى أسطورة يتزاحم حولها طالبو العلاج من العقم والضعف الجنسي وغيرهما من الأمراض المستعصية. ولكن العلم الذي تطور كشف للذين لديهم عقل وفكر أن ما رأوه أو سمعوا عنه من حكايات الثور أو التيس الحلوب، إنما هو عائد لوجود خلل هرموني في ذلك الحيوان أدى إلى حمله لبعض جينات البقرة أو الماعز المنتجة للحليب، مثله في ذلك مثل الإنسان الذي يولد «خنثى» له صفات الذكر والأنثى، ويتم تصحيح وضعه بعملية جراحية يحول إلى رجل أو امرأة حسب الصفات الغالبة فيه.. أما بيضة الديك، فلا يوجد ديك صحيح سليم يبيض مرة في العام أو في العمر، وإنما الذي جعل الناس منذ القدم يرددون هذه المزاعم ويبنون عليها أقوالهم وأمثالهم وأشعارهم أنهم شاهدوا ديكا يحمل جينات دجاجة فهو ديك غير سوي الخلقة فلما باض أمامهم نسجوا حول تلك البيضة الأساطير ومثلوا لكل أمر لا يتكرر فوصفوه بأنه مثل بيضة الديك، فالأمر في مجمله لا يعدو أن يكون عيبا خلقيا جعل الناس يظنون أن كل ديك يبيض بيضة واحدة ثم كبر الظن فأصبح مع الأعوام أشبه باليقين، حيث قال شاعرهم بشار بن برد مخاطبا فتاة حسناء: يا أطيب الناس ريقا غير مختبر إلا شهادة أطراف المساويك!! قد زرتنا زورة في العام واحدة ثني ولا تجعليها بيضة الديك. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة