طالب وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ الدعاة في الحج بالتيسير على الحجاج ورفع الحرج عنهم، مبينا أن الحاج يحتاج إلى أمور بسيطة ميسرة، ولا يحتاج أمورا كبيرة، ولا أمورا تتعلق بالأمة عامة، ولا أمورا تتعلق بمشكلات كبيرة، فهو يريد أن يؤدي حجه بيسر وسهولة، فلذلك كلما كان اللفظ أسهل وقريب التناول والفهم، كان أحرى بالقبول لنحقق رسالتنا في أداء هذه المهمة. وقال آل الشيخ موجها حديثه لدعاة وزارة الشؤون الإسلامية في الحج: «توخوا التيسير ولا تكونوا معسرين، فالقواعد الشرعية تحث التيسير مؤكدة لتقوى الله والخوف منه، ومع سهولة الوصول إلى الحج لم تعد هناك مشقة، بل أصبحت قلة العلم تحدث المشقة، واحرصوا على براءة الذمة في إصدار الفتوى، وعليكم أن تراعوا ظروف كل حاج، وأحواله الصحية، والتيقن من معرفته بالمناسك، وأن تعوا الكلمة التي تقولونها، وأن تكونوا على قلب واحد، وصفوا النفوس بدون قدح أو غيبة، فميدان الحج ميدان لوحدة الكلمة، وبيان لقوتنا ووحدتنا، ولنقل لأمتنا ذلك، في هذا الوقت المتلاطم بالأفكار والتيارات». ودعا الوزير آل الشيخ الدعاة إلى التزام الوسطية في الفتوى، وتعاملاتهم مع الحجاج القادمين للمملكة عبر المنافذ المختلفة، مشيرا إلى أن هناك نسبة كبيرة منهم يصلون وهم مشتتو الذهن، ويحتاجون إلى من يصغي إليهم ويهتم بهم، ومتى ما كان ذلك، كان الانطباع الأول للحاج جيدا، مما يعني أنه سيمضي بقية وقته أثناء المناسك وهو مطمئن متفرغ لعبادته، مضيفا «كونوا قريبين من الحاج، مصغين له بشكل جيد، متفهمين له، ميسرين لا معسرين، قريبين منه بما يهدئ نفسه ويجعلها مطمئنة، وتعرفوا على الفروقات النفسية والبدنية والمذهبية للحجاج». من جانبه، أوضح وكيل وزارة الشؤون الإسلامية لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد الدكتور توفيق السديري أن الوزارة تسعى من خلال برامجها ودعاتها إلى نشر روح التيسير في الحج المبني على القواعد الشرعية المعتبرة، وبث ثقافة التيسير والرحمة بالنفس والآخرين وحرمة الزمان والمكان، مشيرا إلى أن وجود الوعي بثقافة التيسير لدى الحجاج يسهم في تحقيق أمن وسلامة وصحة الحجاج، ويضمن لهم حجا آمنا ومستقرا، كما أنها اعتمدت تنفيذ خطتها للموسم الحالي، وحددت أهدافها وفق منظومة مترابطة وسلسلة من البرامج الإعلامية، مؤكدا أن الاستعدادات لموسم حج هذا العام بدأت منذ وقت مبكر عقب انتهاء الموسم الماضي، المنصرم. وفي سياق متصل، أكد مستشار وزير الشؤون الإسلامية للحج والعمرة والزيارة ورئيس اللجنة الإعلامية للتوعية الإسلامية في الحج الشيخ طلال بن أحمد العقيل ترابط برامج توعية الحجاج بهدف تأصيل مفهوم العقيدة الصحيحة، ومعرفة أحكام الشريعة، والتحذير مما يتعارض معها أو يقدح فيها، وإبراز محاسن الإسلام، والتحذير من الأفكار المنحرفة والسلوكيات الضالة، وبيان حرمة المسلم ودمه وماله وعرضه، ومكانة الحرمين الشريفين في قلوب المسلمين، والتحذير من العقوق، والحث على الطاعة لله ورسوله وولولي الأمر، وتحقيق معاني الترابط والإخوة الإسلامية واجتماع كلمة المسلمين ووحدة صفوفهم. وأشار العقيل إلى أن الوزارة طورت هذا العام مشروع «الهاتف المجاني»، بزيادة العلماء والدعاة للرد على استفسارات الحجاج مباشرة، أو من خلال برنامج «التوعية الذكية»، الذي يرد آليا على الحاج بثمان لغات، دون الحاجة لمن يرد عليه من خلف الهاتف، الذي يستطيع استقبال 90 مكالمة في آن واحد، عبر تقنية حديثة، وبرنامج خصص لهذا الغرض. وبين أن الوزارة ستوزع خمسة ملايين كتاب، وشريط صوتي، وقرص مدمج، وفيلم إرشادي، على حجاج الداخل تشرح لهم أحكام الحج وواجباته وأركانه.