ترأس وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ بمكتبه في جدة أمس الأول الاجتماع الأول للجنة العليا لأعمال حج عام 1430ه بحضور أعضاء اللجنة. وفي بداية الاجتماع ألقى الوزير كلمة أكد فيها حرص خادم الحرمين الشريفين ، وسمو ولي عهده الأمين ، وسمو النائب الثاني - حفظهم الله - على أن تكون أعمال الحج على وفق التطلعات بما يسهم في راحة الحجاج وأداء المناسك من كل قطاع من القطاعات يؤدي جهده ودوره في تهيئة مرافقه وتنفيذ الخطط المقرة في ذلك. وقال: إن وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالخصوص عليها مسؤولية خاصة بأنها هي المعنية بالمواقيت ، وهي المعنية بالمنافذ من حيث التوعية الإسلامية ، وهي المعنية بالمساجد وبالمشاعر من حيث تهيئتها ، وكذا تهيئة المساجد المعظمة في منى ، وعرفات ، ومزدلفة ، وفي عموم مكةالمكرمة والمدينة المنورة ، وهذا مما حبى الله - جل وعلا - هذه البلاد وكرمها به أن تكون راعيةً للحرمين الشريفين وللديار المقدسة ومناسك الحج . وأبرز آل الشيخ أن موسم الحج العام الماضي شهد نجاحاً عظيماً ومشهوداً على جميع المستويات وفي جميع القطاعات وأعمال الدولة ، وقال: ولذلك فإن عمل القطاعات والأجهزة في الوزارة هذه السنة هو إجراء إضافات إيجابية على ما تم العام الماضي ، والمحافظة على المكتسبات وعلى ما تم إنجازه “ ، مشيراً إلى أن الوزارة في أعمالها معتنية تمام العناية بالحجاج منذ قدومهم إلى هذه الديار من المنافذ سواء البرية ، أو البحرية ، أو الجوية ، وتوليهم العناية التامة ترحيباً وتسهيلاً لهم ، والقرب منهم لمعرفة ما يكون في أذهانهم من أسئلة ، أو إشكالات أو تساؤلات ، لأن الحاج إذا قدم يكون مشتت الذهن ، فإذا وجد من يستقبله ويبش به ويكون بالقرب منه ويرشده سواء في أمر دينه ، أو أمر تنقلاته فإن هذا يكون بدايةً انطباعاً ممتازاً لديه ، مما يكوِّن لديه فكرة أن الأجهزة في المملكة حريصة على راحة الحجاج “. ثم عرج في كلمته إلى توضيح الأعمال المناطة بوزارة الشؤون الإسلامية في الحج ، وقال : إنها ستكون في أعمال التوعية الإسلامية بأنواعها ، والتي ينبثق دورها التيسير في الحج ، لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - ما سئل في الحج عن شيءٍ قُدّم ولا أُخّر ولا عن شيءٍ فُعل عن كذا وكذا إلا قال أفعل ولا حرج ، فالتيسير سمة من سمات الحج العظيمة ، مستشهداً بقول الله تعالى : (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر) ، مطالباً أعضاء التوعية والدعاة وخطباء المساجد والأئمة الذين يقابلون الحجاج أن يكونوا متفهمين ميسرين لا معسرين ، وأن يقربوا من الحاج بما يوائم ما يهدئ نفسه ويجعلها مطمئنّة. وأبان الشيخ صالح آل الشيخ أن من الواجبات في هذا الصدد أن يكون لأعضاء الدعوة ، وأئمة وخطباء المساجد ، والذين يفتون سواءً في المنافذ ممن يتبعون لهذه الوزارة أن يكون لديهم حرص على الحوار مع السائلين والمسترشدين بالتي هي أحسن ، يصبح الحوار معهم راقياً ، ويتحقق المقصود ، وهذا مما يجب شرعاً ، لأن الله جل وعلا قال : (وجادلهم بالتي هي أحسن ). وبيَّن معاليه - في سياق كلمته – أنه في حق غير المسلمين وفي حق المسلمين فلا ينبغي التعالي على أحد ، أو أن يُخاطَب بأي لفظ ، أو أي فعل لا يعطي معه الاهتمام الكامل به لفظاً ومعنى ، وأضاف أن الخطباء في خطبهم أيضاً من الواجب عليهم أن يكونوا مراعين لهذه الفروقات ، وأن يكونوا قريبين من الناس ، وأن يكونوا مع الحاج فيما يتناولونه ،مؤكداً معاليه أن الحاج يحتاج إلى أمور بسيطة ميسرة ، ولا يحتاج أموراً كبيرة ، ولا أمور تتعلق بالأمة بعامة ، ولا أمور تتعلق بمشكلات كبيرة ، فهو يريد أن يؤدي حجه بيسر وسهولة ، فلذلك كلما كان لفظ الخطيب والإمام والداعية كان أسهل وقريب التناول والفهم ، كان أحرى بالقبول وأن نحقق رسالتنا في أداء هذه المهمة “. وفي ختام كملته ، نوه وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بدور المترجمين الذين يترجمون للدعاة باللغات المختلفة ، ومطالباً إياهم أن يُوَجّهوا بالالتزام بهذا الأمر ، وأن يكونوا سهلين في عباراتهم وفي أدائهم للرسالة الدعوية للحجاج.