من الأمور المهمة التي تؤدي إلى تطور الحركة التعليمية في البلاد تنفيذ البرامج وعقد الدورات التدريبية للمعلمين للرقي بمستوى المعلم بهدف تخريج كوادر تعليمية وطنية ممتازة تسهم في دفع مسيرة التعليم لدينا في شتى المجالات خدمة لهذا الوطن. لكن الملاحظ في الآونة الأخيرة انتشار العشوائية في طريقة التسجيل في هذه البرامج والدورات التدريبية، وخاصة الصباحية منها من قبل المعلمين، ولا سيما البرامج البعيدة كل البعد عن التخصص في كثير من الأحيان، بل أصبحت هذه البرامج والدورات التدريبية الصباحية وسيلة من وسائل الراحة، أو الهروب لكثير من المعلمين من الحصص ومواجهة الطلاب داخل الفصول الدراسية، فتسجيل معلمين أو ثلاثة من المدرسة في هذه البرامج التي قد تمتد ليومين أو ثلاثة على أقل تقدير، بالإضافة إلى غياب البعض منهم، وهذا بطبيعة الحال على حساب الطلاب، فالحصة الدراسية (45) دقيقة من حق الطالب ولا يمكن التفريط في هذا الحق مهما كانت المبررات حتى وإن كانت بدوافع تدريب المعلمين، فما بال إذا كانت الدورات جانبية لا تنعكس على مستوى المعلم في مجال تخصصه ولا تحدث نقلة نوعية في أدائه. ومن هذا المنطلق فإن على وزارة التربية والتعليم أن تعيد النظر في البرامج والدورات التدريبية الصباحية أيا كانت هذه البرامج، أو إلغائها والاقتصار على البرامج المسائية للمعلمين كون الفترة الصباحية حق من حقوق الطلاب الذين تسعى الوزارة لمصلحتهم في المقام الأول، فوجود المعلم في هذه الفترة أمر في غاية الضرورة بالنسبة لأبنائنا الطلاب. كما يجب أن تكون هذه البرامج أكثر فاعلية من خلال زيادة المدة التدريبية لها إلى فترة أطول لتكون أكثر فائدة لذلك المعلم إذا افترضنا أن البرامج والدورات المعتمدة في المفاضلة، أو الترشيح للإشراف، أو الإدارة، أو الوكالة، أو الإرشاد، هي الدورات التي لا تقل مدتها عن خمسة أيام، وما عداها فتكون بلا فائدة تذكر للمفاضلة، أو الترشيح في قطاع التعليم، وإعادة النظر فيما يتعلق بالأشخاص الذين يقومون بتنفيذ تلك البرامج التدريبية، فلابد أن يكونوا من المؤهلين وذوي الخبرة. عبده بلقاسم إبراهيم المغربي