قدم رئيس قسم التربية الفنية في جامعة أم القرى الدكتور عبدالعزيز الحجيلي محاضرة تشكيلية بعنوان «التعبير باللون» في معرض الفنان فهد خليف السادس والمقام حاليا في المركز السعودي للفنون التشكيلية في جدة والذي حمل عنوان «أحاسيس». وقال في محاضرته «إن الحركة التشكيلية الحديثة في المملكة بدأت منذ أكثر من 45 عاما مضت، وأن الدراسة الأكاديمية للفنون التشكيلية تساهم في تطوير الفنون والرقي بالفنان التشكيلي ليخرج من المحلية إلى العالمية»، مطالبا الجميع بالانطلاق نحو التجديد في أساليب الرسم التشكيلية للوصول إلى التميز، لأن الأصل في الفنون هو الابتكار والتجديد خصوصا فنون ما بعد الحداثة التي اعتمدت بشكل مباشر على الأعمال المفاهيمية التي تدعو للتفكير والتأمل. الحجيلي أكد وهو يتأمل المعرض أن خليف قدم لوحاته بأسلوب خاص به قد يتأثر به أقرانه أو يتبعه مجموعة من الفنانين في بداية مشوارهم الفني، وأضاف الحجيلي أثناء تجوله في المعرض برفقة 18 طالب دراسات عليا من قسم التربية الفنية في جامعة آم القرى، أن فهد يعد من التشكيليين الشباب الذي نهجوا نهجا خاصا بهم وتميزوا فيه ونراه يتجه إلى الوحدة اللونية ليطرح ببساطة أسطورة فنون التجريد من العناصر البيئية معتمدا على بساطة الشكل الذي يمتلك الأهمية الاستثنائية، كما أن إضافة خليف لبعض الرموز التشكيلية في لوحاته أعطاها بعدا تشكيليا غير مألوف في الساحة، مما اتجه بتجربته نحو التجريد الرمزي. وحول سبب اختيار الحجيلي لمعرض فهد خليف لزيارة طلابه قال ل «عكاظ»: «إن المعارض التشكيلية واجهة حضارية للأمم والشعوب تقيس بذلك مستوى الوعي والثقافة للبلد والمجتمع، وزيارتنا لمعرض فهد خليف يتيح فرصة لطلاب الدراسات العليا للتذوق الجمالي والفني لدى المتلقي لتأصيل ثقافة راسخة». وحث الحجيلي الطلبة على أهمية زيارة المعارض التشكيلية وقراءة مفردات اللوحات وصولا إلى ثقافة بصرية تستطيع فك رموز أعمال الفنانين بطريقة علمية، وأن قراءة أي عمل تشكيلي تعني إلى الدخول في علاقة مع العمل الفني نفسه، وبالتالي استخلاص العلاقات والانساق التعبيرية التي تنظمه وتفكيك البناء الدلالي للنص التشكيلي بغية توضيح المعنى واستجلاء ما يخفيه لاكتساب لغة تشكيلية متخصصة ووضع العمل التشكيلي في سياقه التشكيلي وتحديد البنى التشكيلية وإبراز العلائق التي تميزها واعتبار أن العمل التشكيلي منطلقا لاختراق الحدود السطحية باعتبار تحديد الدلالات الظاهرية وسيلة لفك رموزها والكشف عن مدلولاتها. من جانبه، أبدى الفنان عبدالله القثامي أن فهد خليف بدأ بأعماله من الواقع ليتجاوزه ويصبح أكثر تجريدا بتقنية الرمز ووحدة اللون، منوها إلى أن الدراسة الأكاديمية للفنان وجهت أسلوبه نحو التميز والانفرادية. أما الفنان محمد الحازمي فقال «إن أعمال خليف تأخذنا نحو عالم التجريد الإيقاعي الذي يتحرر من القيود ويبتعد عن الفنون الروتينية التقليدية حاملا فكرا ثقافيا يعد الأميز على الساحة التشكيلية». الخطاط إبراهيم العرافي أكد أن أسلوب خليف التشكيلي يدعو للتأمل في تلك العناصر المتناثرة على اللوحة، فتارة تجدها مخطوطة قديمة، وتارة تؤكد أنك أمام عمل تجريدي بحت، وهذا الأسلوب قد يكون تميزا للفنان، لأن من جماليات اللوحة أن تعطي للمتلقي تلك الحيرة عن فك رموزها وتكنيكها.