تعكف السلطة الفلسطينية على طرح طبيعة التحرك الفلسطيني المستقبلي للتعامل مع رفض إسرائيل الانصياع لقرارات الشرعية الدولية، واستمرارها في المشاريع الاستيطانية في الضفة الغربية، فضلا عن تداول مسعى التوجه إلى الأممالمتحدة للحصول على اعتراف بالدولة المستقلة، ودعم السلطة لتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني الذي يؤازر مواقفها، وذلك ضمن أجندة الاجتماع الطارئ لمندوبي الدول العربية والمقرر انعقاده الأحد المقبل في القاهرة، بحسب مصدر فلسطيني. وأفاد في حديث ل «عكاظ» أن السلطة ترغب في الإفادة من الاجتماع الطارئ للمندوبين العرب، والمخصص لبحث موضوع تطوير منظومة العمل العربي المشترك لتبادل الآراء وطرح نتائج المحادثات التي أجرتها السلطة خلال الأيام الماضية مع عدد من المسؤولين الأوروبيين والعرب بغية الحصول على دعم عربي للتحرك الفلسطيني المنتظر على مستوى الأممالمتحدة. وأوضح مفوض العلاقات الخارجية في السلطة الوطنية الفلسطينية نبيل شعث أن السلطة تجري اتصالات مكثفة مع الإدارة الأمريكية من أجل إعادة عملية السلام إلى مسارها الطبيعي، والضغط على تل أبيب لوقف مشاريعها الاستيطانية في الضفة. وتابع شعث قائلا: إن السلطة حريصة على دعم جهود واشنطن. بيد أنه استدرك مقرا بأن السلطة لن تستأنف المفاوضات مع إسرائيل إلا بعد وقف مشاريع الاسيتطان. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي قد حذر السلطة من اللجوء إلى هيئات دولية، في إشارة إلى الأممالمتحدة حال عدم استئناف مفاوضات التسوية. وأضاف نتنياهو: «ننتظر من الفلسطينيين أن يحترموا التزامهم بالتفاوض مباشرة مع إسرائيل»، معتبرا أن أي محاولة لتحييد ذلك عبر اللجوء إلى هيئات دولية ليس أمرا واقعيا، ولن يدفع بأي شكل بعملية السلام إلى الأمام. كما حذر مسؤولون فلسطينيون وعرب مرات عدة في الأسابيع الماضية من استمرار المأزق في مسألة تجميد الاستيطان الإسرائيلي الذي قد يدفع الفلسطينيين بالطلب من الأممالمتحدة الاعتراف بدولة فلسطينية عبر الجامعة العربية. وأشارت المصادر أن السلطة تتنظر نتائج لقاء نتنياهو والرئيس الأمريكي باراك أوباما في واشنطن إبان زيارته الولاياتالمتحدة في غضون أسبوعين. وسيشارك رئيس الوزراء الإسرائيلي في المؤتمر السنوي لليهود في أمريكا الشمالية، والذي يعقد في نيو أورليانز من 5 إلى 9 نوفمبر. وأضافت أن السلطة أعدت دراسة معمقة حول الخيارات والبدائل لمرحلة ما بعد الإخفاق في المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، جراء رفض تل أبيب وقف الاستيطان، ستطرح خلال اجتماع وزراء خارجية الدول العربية المرتقب في القاهرة، مؤكدة أن هناك تنسيقا مع الجامعة في هذا الصدد. وكانت لجنة المتابعة العربية قررت إثر اجتماعها في سرت إعطاء فرصة شهر للجهود الأمريكية الرامية إلى إقناع إسرائيل تجميد الاستيطان، بغية إنقاذ المفاوضات قبل الاجتماع مجددا للبحث في البدائل التي طرحها الرئيس محمود عباس.