جذور الأصالة وتاريخ البناء من نبع الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه وسار عليه الأبناء البررة إلى العهد الزاهر، عهد التنمية والبناء، أسس قامت على دستور من السماء وسنة سيد الأنبياء صلى الله عليه وسلم علم وحسن انتماء، هذا الصرح العظيم يعكس صورة سجلها التاريخ بسجل العظماء سجل رجال مخلصين أوفياء حضارة أجداد وامتداد للأبناء إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، تاريخ هذا الكيان يترجم على أرض الواقع منجزات فاقت الخيال دون أن تتعارض مع علم أو موكب حضاري للأمم. تبقى مملكة العطاء بشخصيتها السعودية المستقلة تواكب أرقى الحضارات، وها هو اليوم سوق عكاظ يأتي بوجهه المشرق الوضاء وتاريخه التليد وإحياء نشاطه الثقافي، الأدبي انطلاقا من اهتمام خادم الحرمين الشريفين الذي دشن هذا السوق التظاهرة في عامه الرابع تحت رعاية الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة، الذي يتابع الآن استكمال مشروع بدأه والده الملك فيصل رحمه الله عندما وجه بتحديد سوق عكاظ وكان له ما أراد ولا شك أنه طيب الله ثراه كان يروم أمرا آخر يتعدى تحديد موقع سوق عكاظ، لعله كان يفكر في إعادة الحياة إلى السوق بهدف تأريخ ثقافتنا وربط ماضيها بحاضرها وأن نضيف إلى مشاهدنا الثقافية، الأدبية، السياحية مشهد الأديم العكاظي بكل أبعاده وتاريخه العريق. ضمت الجزيرة العربية إلى جانب سوق عكاظ ما يقارب من عشرين سوقا تنتشر في ربوع الجزيرة، على أن عكاظ هي السوق الأكبر والأشهر والأوسع حيث كان معرضا وتظاهرة ثقافية، أدبية، شعرية، وتجارية، كانت تشهد فعاليات مختلفة، وأنشطة متعددة فضلا عن كونها ساحة لإنهاء الخلافات بين قبائل العرب وملتقى للحضارات والشعوب والأمم التي كانت تفد إليه من كل الأقطار. طالعتنا وسائل الإعلام بأنه تم وضع أكثر من مليون حجر على شكل قطع صغيرة في جادة عكاظ واستغرق العمل فيها شهرين وهو زمن قياسي، كما تم وضع حجر الأساس لتشييد خيمة تتسع لثلاثة آلالف شخص تقدر تكاليفها ب36 مليون ريال. والمرحلة القادمة الأهم التي ننتظرها أن يتمكن السوق من استقراء الماضي ومحاولة استنساخ المفيد منه ومحاكاة فعالياته بما يتفق مع النور الذي شع بعد الرسالة المحمدية. محمود بن أحمد منشي