ما تزال لفظة الانتفاضة تشكل استرجاعا لذكريات النضال في الذهنية الفلسطينية منذ انطلاق الانتفاضة الأولى العام 1987، والتي تجددت العام 2000. وبعد مرور عشر سنوات، عم الإضراب العام والشامل المدن والقرى العربية أمس أحياء للذكرى السنوية العاشرة ل «هبة أكتوبر» العام 2000 التي قتل فيها 13 مواطنا عربيا بنيران الشرطة الإسرائيلية بالتزامن مع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية. وانطلقت تظاهرات محلية في المدن والقرى العربية وزيارات لأضرحة القتلى ال 13 أحياء لذكراهم وذكرى الهبة التي أصيب خلالها عشرات المواطنين العرب. وندد المتظاهرون بسياسة حكومة إسرائيل تجاه الأقلية العربية، مشددين على أنه حتى بعد مرور عشر سنوات على الأحداث الدموية في العام 2000 إلا أنه لم يتغير شيء على السياسة الرسمية ضدهم. وكانت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في إسرائيل التي تضم كافة الأحزاب والقوى السياسية العربية دعت قبل أسبوعين إلى إحياء الذكرى السنوية العاشرة ل «هبة أكتوبر» بإضراب عام وشامل ليوم واحد وذلك احتجاجا على استمرار سياسة التمييز ضد الأقلية العربية في إسرائيل وتصاعد عمليات هدم البيوت العربية وخصوصا في القرى العربية البدوية غير المعترف بها في النقب. يذكر أن السلطات الإسرائيلية هدمت قرية العراقيب غير المعترف بها في النقب خمس مرات خلال الشهر الماضي بادعاء البناء غير المرخص. وترفض إسرائيل الاعتراف بنحو 40 قرية عربية في النقب يسكنها نحو 80 ألف نسمة وتضيق الخناق على سكانها من خلال عدم تزويدهم بأي نوع من الخدمات من أجل إرغامهم على الرحيل عن أراضيهم، وفي المقابل تعرض عليهم تجميعهم في بلدات لا تتلاءم مع طبيعة عيشهم.