أحيا الفلسطينيون موحدين وفي مختلف أماكن تواجدهم على جانبي الخط الاخضر، الذكرى الرابعة والثلاثين ل"يوم الارض"، في وقت بلغت الهجمة الاسرائيلية ذروتها لسلبهم ما تبقى من ارضهم ، دون تفريق ما بين محتل في العام 1948 أو في العام 1967. وتحولت ذكرى "يوم الأرض" مناسبة أكد ابناء الشعب الفلسطيني في مناطق 48 والضفة الغربية وقطاع غزة، فيها ومن خلال سلسلة من الفعاليات والمهرجانات والمسيرات، تشبثهم بأرضهم التي كانت ولا تزال العنوان الأول والأخير للصراع من (اسرائيل) التي قامت على انقاض جزء كبير منهم.وبدأت فعاليات ذكرى يوم الارض في الداخل الفلسطيني صباح أمس بزيارات قامت بها وفود من "مثلث يوم الأرض" وهي سخنين وعرابة ودير حنا لاضرحة شهداء يوم الأرض وهبة القدس والأقصى 2000.وتوجت هذه الفعاليات بمسيرة مركزية في مدينة سخنين، انطلقت عند الواحدة ظهرا من شارع الشهداء، وصولا الى النصب التذكاري لشهداء يوم الأرض، حيث اقيم مهرجان مركزي شاركت فيه قيادات الجماهير العربية السياسية والدينية واعضاء الكنيست العرب والالاف من العرب الفلسطينيين في الداخل. كما نظم مهرجان آخر عصراً في قرية العراقيب غير المعترف بها في النقب جنوبفلسطين، حيث يعيش قرابة 90 الف بدوي فلسطيني في 45 قرية، ويتهددهم خطر الاقتلاع في ظل المخططات الاسرائيلية الرامية الى طردهم من بيوتهم وتجميعهم في تجمعات أشبه ب"غيتوات يهودية" اقامتها لهذه الغاية.وكانت الجماهير العربية بالداخل الفلسطيني انتفضت في العام 1976 احتجاجا على سياسة مصادرة الأراضي العربية من قبل سلطات الاحتلال التي سعت الى تهويد منطقة الجليل، حيث اعلن اضراب شامل في الثلاثين من آذار، اندلعت على اثره مواجهات عنيفة بين المواطنين العرب وشرطة الاحتلال التي واجهتهم بالرصاص، وقتلت ستة منهم.وقالت لجنة المتابعة للجماهير العربية في اراضي 48 ان ذكرى يوم الارض تحل هذا العام في وقت تتصاعد التحديات التي تواجه الجماهير العربية الفلسطينية ، على المستوى الوجودي وبما يتجاوز الحقوقي. ولفتت الى التصعيد الرسمي الإسرائيلي في سياسة هدم البيوت ومشاريع الاستيلاء على ما تبقى من الأراضي العربية، وتصاعد حملات الملاحقات السياسية المنهجية بحق القيادات العربية، وتنامي مظاهر العنصرية والفاشية تجاه الجماهير العربية، كما تجلى في عدد من التشريعات "القانونية" الأخيرة، وآخرها "قانون حظر إحياء النكبة" كمحاولة بائسة لمصادرة التاريخ والحقيقة والرواية الفلسطينية، بعد مصادرة جغرافيتها..". وفي الضفة الغربية، نظمت مسيرات وتظاهرات وفعاليات لغرس الاشجار، في غير مدينة وقرية لا سيما المناطق التي يتهددها الاستيطان والجدار العنصري الاسرائيلي، لا سيما في مدينة القدس وحي الشيخ جراح، وعورتا جنوب نابلس، ومنطقة عش الغراب التابع لبلدة بيت ساحور شرق بيت لحم، وفلامية قرب قلقيلية وغيرها من المناطق.وشهدت قرية بدرس شمال غربي رام الله مواجهات عنيفة بين المشاركين في مسيرة سلمية وقوات الاحتلال التي اعتدت عليهم بالرصاص وقنابل الصوت والغاز، ما ادى الى اصابة العشرات بحالات اختناق.وانطلقت مسيرة لمناسبة يوم الارض بمشاركة قيادات وشخصيات سياسية والعشرات من المتضامنين الاجانب والاسرائيليين وتوجهت الى الاراضي المحاذية للجدار التوسعي الذي اقامته سلطات الاحتلال على اراضيهم، فبادرتهم قوات الاحتلال بالاعتداء ما ادى الى اندلاع مواجهات عنيفة بين الجانبين. وفي قراوة بني حسان شمال غربي سلفيت شارك رئيس الحكومة الفلسطينية سلام فياض الاهالي في احياء ذكرى يوم الارض من خلال حراثة الأرض وزراعة الاشتال. ونظم في مدينة رام الله مهرجان جماهيري بميدان المنارة. وبالتزامن مع فعاليات ومهرجانات شهدتها 19 دولة في العالم نظم مهرجان مواز في قاعة محافظة سلفيت بمبادرة من اللجنة الوطنية للمقاطعة الدولية لاسرائيل، وفقا لما ذكره منسق الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان جمال جمعة ل"الرياض". وقال جمعة ان ردة الفعل الفلسطينية والعودة لاخذ زمام المبادرة نابعة من خوف الانسان الفلسطيني على مستقبله ووجوده، وهو يرى ان (اسرائيل) لا تريد أي نوع من السلام او التسوية وما تريده فقط هو الاستيلاء على كامل الارض، تحت غطاء المفاوضات والتسوية.