حولت سلطات الاحتلال قريتي طانا شرق نابلس والعراقيب في النقب، مسرحا مفتوحا لأوسع عمليات الهدم والتدمير التي طالت وخلال مرات عديدة بيوتا ومساكن تؤوي عشرات العائلات الفلسطينية التي واصلت تشبثها بأرضها، رافضة سياسة الاقتلاع والإحلال الإسرائيلية. فللمرة الرابعة على التوالي، أقدمت سلطات الاحتلال صباح أمس على تدمير عشرات المساكن والحظائر والخيام التي تأوي اهالي خربة طانا التابعة لبلدة بيت فوريك، ومواشيهم التي يعتاشون على تربيتها، فيما فرض حصار مشدد على المنطقة وحظر دخول المواطنين اليها. وكانت قوات الاحتلال دمرت بيوتاً وحظائر خربة طانا ثلاث مرات سابقة آخرها قبل بضعة أسابيع، في مسعى لاقتلاع ابنائها منها، تمهيدا للاستيلاء عليها، حيث عاود الاهالي وبدعم من السلطة الفلسطينية إقامة مساكنهم، وفقا لما ذكره عاطف حنني رئيس بلدية بيت فوريك. وتقدر مساحة خربة طانا ب 2000 دونم وقد اقيمت على مقربة منها مستوطنة "ماخوراه) الزراعية . وقد استولت سلطات الاحتلال على أكثر من 10 آلاف دونم من الأراضي التابعة لبلدة بيت فوريك التي ينحدر منها سكان خربة طانا لتوسيع المستوطنة التي أقيمت العام 1969. وفي صحراء النقب المحتل عام 1948 جنوبفلسطين، جددت طواقم ما تسمى " دائرة اراضي اسرائيل"، اعتداءاتها على قرية العراقيب البدوية غير المعترف بها، وقامت بإزالة كافة مساكنها وخيامها للمرة الرابعة عشرة على التوالي، خلال عدة شهور. وذكرت مصادر فلسطينية في النقب ان سلطات الاحتلال اقدمت ولليوم الثالث على التوالي على إزالة الخيام التي اقامها الاهالي على اراضيهم المهددة، وألقت بهم في العراء، قبل ان يلتجؤوا الى المقبرة الاسلامية للاحتماء بها. وكانت أراضي القرية شهدت حملة تشجير يقوم عليها " الصندوق القومي الإسرائيلي" أو ما يسمى "كيرن كييمت"، في مسعى لتكريس اقتلاع الاهالي من اراضيهم بعد تدمير مساكنهم واقتلاع خيامهم. من جانبه، اكد عواد أبو فريح، الناطق بلسان لجنة الدفاع عن العراقيب ان عمليات الهدم والتشجير لن تثني الأهل في العراقيب عن التمسك بأرضهم، والمطالبة بحقهم في ملكية أرضهم. واستهجن إبراهيم الوقيلي رئيس المجلس الاقليمي للقرى غير المعترف بها ما تقوم به الدوائر الرسمية الإسرائيلية من أعمال تخريب، وتغيير معالم لقرية العراقيب، وفرض واقع جديد على الأرض، وطالب الأممالمتحدة، والمؤسسات الحقوقية المحلية والدولية، بالوقوف إلى جانب أصحاب الأرض الأصليين، ووضع حد للظلم الإسرائيلي الذي تمارسه المؤسسة الإسرائيلية، والذي تنتهجه إسرائيل اتجاه العرب.