نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، أطلق صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكةالمكرمة البارحة مهرجان سوق عكاظ الثقافي الرابع في منطقة العرفاء في الطائف، تحت شعار «سوق عكاظ.. ملتقى الحياة». جادة عكاظ وتجول الأمير خالد ومرافقوه على «جادة عكاظ» التي تجاوز طولها الكيلومتر امتدادا من قبة النابغة وحتى المسرح، حيث اطلع على المواقع على جانبي الجادة من محال ومعارض وأركان للحرف اليدوية التقليدية، واستمع إلى شرح عن الأعمال والبرامج التي تنفذ في الجادة من أعمال مسرحية درامية تاريخية متنوعة «مسرح الشارع» تمثل جوانب الحياة والأنشطة التي كانت تتم في سوق عكاظ قديما، وتؤدى باللغة العربية الفصحى، إضافة إلى إلقاء الشعر العربي الفصيح وبخاصة المعلقات، وإلقاء الخطب التي بنيت عليها شهرة سوق عكاظ ويؤديها ممثلون محترفون وهواة على طول الجادة، من بينهم عدد من أبناء الدول العربية، ومن أبرزها سورية الشقيقة، حيث أنتجت أشهر الأعمال التاريخية العربية وأمسيات أدبية وثقافية شارك فيها نخبة من المثقفين والأدباء والشعراء والإعلاميين وغيرهم. مرور الشعراء والقوافل كما جال أمير منطقة مكةالمكرمة برفقة وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبد الله ووزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز خوجة على موقع يمثل أحد الأحياء التي كانت تقام في سوق عكاظ، ويحتوي على عناصر مختلفة من الحياة في السوق مثل بيوت الشعر المصنوعة من مواد خاصة بسوق عكاظ ومجهزة من الداخل على الطراز العربي. وشاهد الأمير في الجادة عروضا لنماذج من الحياة اليومية المعروفة في سوق عكاظ قديما، مثل مرور القوافل والشعراء على الإبل والخيل وإلقائهم قصائدهم وأدبهم في السوق باللغة العربية الفصحى، وعروض للألعاب الشعبية والرياضات التراثية، ومحال للحرف والصناعات اليدوية يعمل فيها حرفيون وحرفيات من المملكة وبعض الدول العربية على تصنيع وبيع منتجاتهم بشكل حي ومباشر، بما في ذلك الحرفيون المرشحون لجائزة سوق عكاظ للحرف اليدوية المقدمة من الهيئة العامة للسياحة والآثار. الأسر المنتجة بعدها، زار الأمير خالد محال الأسر المنتجة للمأكولات الشعبية، ومحال بيع المأكولات والمقاهي، وباعة المنتجات الزراعية والفواكه المنتجة في محافظة الطائف والمدن القريبة منها، إضافة إلى محال عرض وبيع المقتنيات والقطع الأثرية وبيع الهدايا التذكارية التاريخية اليدوية (مثل المعلقات المكتوبة على رقاع من الجلد وغيرها، والصخور المنحوت عليها أبيات شعر من قصائد المعلقات)، إضافة إلى عروض الفنون الشعبية من الفرق المشاركة في جائزة سوق عكاظ. وفي نهاية الجولة، وضع الأمير خالد الفيصل حجر الأساس لخيمة سوق عكاظ التي يستغرق تنفيذها نحو ثمانية أشهر بتكلفة 36 مليون ريال. بعد ذلك، بدأ الحفل الخطابي مشتملا على كلمة لوزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز بن محيي الدين خوجة، وعرض فيلم عن شاعر سوق عكاظ «الشاعر شوقي بزيع»، الفائز بجائزة سوق عكاظ عن قصيدته «مرثية الغبار»، ثم تكريم الفائزات والفائزين في فروع جوائز سوق عكاظ الأخرى، كما اشتمل الحفل على عرض لمسرحية طرفة بن العبد التي كتبها رجاء العتيبي وأخرجها الدكتور شادي عاشور، وأوبريت غنائي للفنانين علي عبد الكريم ومحمد عمر. تنمية العقل الثقافي واعتبر وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز بن محيي الدين خوجة في مستهل كلمته في حفل الافتتاح رعاية خادم الحرمين الشريفين لسوق عكاظ «تعبيرا عن اهتمامه برعاية الثقافة والفنون والآداب، وعنايته الفائقة بتنمية العمل الثقافي في بلادنا». كما ثمن وزير الثقافة جهود ولي العهد والنائب الثاني في مؤازرتهما للحركة الثقافية في المملكة. واستحضر وزير الثقافة بعض الملامح التاريخية لسوق عكاظ قائلا «ليس من اليسير على من اصطفت الكلمات على لسانه شعرا أن يستشرف اليوم لحظة طالما استشرفها أسلاف له من شعراء العربية في تاريخها الطويل، يقف حيث يقفون، ويتنسم هواء طالما تنسموه، ويكاد يسمع وقع خطاهم، وها هي ذي كلماتهم تختلط بكلماته، وها إنني أرى من وراء حجب الزمان خيمة النابغة الذبياني وعن يمينه حسان بن ثابت، وعن شماله الخنساء يحكمانه في شعريهما». واستطرد خوجة: وتحت تلك الأجمة فتية يبدو على سيمائهم علائم النجابة والشرف يتقارضون الشعر بحرا بحرا، وسرعان ما يسكتون حينما برز ذلك الفتى البكري طرفة بن العبد، وما هي حتى أناخ ناقته الجمالية العوجاء المرقال، وأنشأ يقول كلاما لا يصدر إلا عن نفس عزيزة أبية: إذا القوم قالوا من فتى؟ خلت أنني عنيت، فلم أكسل ولم أتبلد ولست بحلال التلاع مخافة ولكن متى يسترفد القوم أرفد وإن يلتق الحي الجميع تلاقني إلى ذروة البيت الرفيع المصمد ونوه وزير الثقافة بدور الأمير خالد الفيصل البارز في إعادة سوق عكاظ إلى واجهة المشهد الثقافي من جديد قائلا «ها هو عكاظ الذي كان مجازا في قصيدة شوقي العظيمة يصبح حقيقة تاريخية، حين أعاد خالد الفيصل إلى رفقائه من الشعراء هذه السوق جذعة على هذا الأديم العكاظي الذي ينضح بالشعر والحكمة، وكأنه يستحث الشعراء أن عودوا إلى عكاظ إذا ما ضن الزمان بالشعر، وأن أنيخوا ركائبكم في سوقه فهي عامرة بالشعر الأبي الحرون». مشاريع سياحية واستثمارية وكان الأمير خالد الفيصل قد أسس عصر أمس لعدد من مشاريع شركة الطائف للاستثمار والسياحة بتكلفة 150 مليون ريال، وذلك في فندق رمادا الهدا التابع للشركة، في حضور محافظ الطائف فهد بن معمر، محافظ المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني الدكتور علي بن ناصر الغفيص، مدير جامعة الطائف الدكتور عبد الإله باناجه، أمين الطائف المهندس محمد المخرج، مدير شرطة منطقة مكةالمكرمة اللواء جزاء العمري، مدير شرطة الطائف اللواء مسلم الرحيلي، رئيس مجلس إدارة شركة الطائف للاستثمار والسياحة عامر اللويحق، وعدد من أعضاء مجلس الإدارة ورجال الأعمال والمسؤولين. وتجول الأمير في المعرض المعد لهذه المناسبة، واطلع على محتوياته التي اشتملت على صور للملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود إبان افتتاحه طريق كرا القديم عام 1385ه، وصور حديثة للطريق في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، وصور لقرية الكر السياحية والوحدات السكنية السياحية الجديدة، ومشروع تطوير استراحات طريق كرا السياحية، إضافة إلى مجسم لفندق شركة الطائف للتطوير العقاري. ورحب رئيس مجلس إدارة الشركة عامر اللويحق بأمير المنطقة على رعايته حفل تأسيس مشاريع الشركة السياحية والتنموية، مبينا أن التاريخ يعيد نفسه، حيث شهد هذا الموقع قبل أربعة عقود تدشين الملك فيصل بن عبد العزيز لطريق كرا الرابط بين مكةالمكرمةوالطائف، مستشهدا بقوله لمجلس الإدارة «اعملوا بخطط واستعينوا بأهل الخبرة، واعلموا أن الطائف أكبر من أي خطط أو استثمار».