حين يخرج علينا مسؤول اقتصادي مهم ويتحدث عن نسبة التضخم ومؤشرات النمو الاقتصادي والاحتياطات النقدية ومستوى ودائع البنوك فإنه حديثه ليس سوى ألغاز وأحجيات لأكبر شريحة من المواطنين، أي ما يصل إلى 90 في المائة منهم، وهم الناس الذين لا يفقهون هذه المصطلحات وليسوا مطالبين بذلك. على مثل هذا المسؤول أن يعرف هذه الحقيقة جيدا، ولذلك عليه أن يحضر مترجما يشرح حديثه للناس إذا كان مصرا على توجيه حديثه بلغة النخبة، رغم أنه يفترض أن يدرك أن الشعب ليس النسبة القليلة التي تلعب بالمليارات، وإنما الذين تقلقهم أسعار المواد الغذائية ومستلزمات المدارس ودفاتر المدرسة وأجرة السكن وحليب الأطفال. الشعب المطحون بالحياة اليومية القاسية لا يعرف مؤشر داو جونز وأسعار خام برنت وفلسفة ربط الريال بالدولار وكواليس منتدى دافوس، إنه مشغول الآن بسعر الطماطم.. هل تعرف ذلك يا معالي المسؤول؟ نعم الطماطم يا صاحب المعالي.. إنها مهمة جدا بالنسبة له لأنها تجلب البركة لطبق البيض الذي تتناوله أسرته صباحا وقطعة اللحمة الغالية في طبق الغداء. إن كل مصطلحاتكم لا تهمه وأنت تطلقها بعد أن تتناول إفطار كونتيننتال بينما هو يواجه معركة شرسة في ساحة الطماطم بعد أن زادت أسعارها إلى 300 في المائة. وحين تظهر سهوا بعض الكلمات المفهومة في حديثكم يا معالي المسؤول فإن الناس تحتار في فهمها، فعلى سبيل المثال أنتم تتحدثون عن انخفاض أسعار المساكن وإيجاراتها قريبا، فما هو السحر العجيب الذي سيقلب الواقع ولا يعرفه غيركم؟ ما المعجزة التي ستحدث وكل المؤشرات تؤكد أن مافيا العقار تعيث فسادا في الأرض وتتطاول في السماء كما تشاء دون أن يقدر أحد من طبقة معاليكم على ضبطها خلال العقود الماضية؟.. لكم أن تتحدثوا بما شئتم أيها المسؤولون لكن تأكدوا أن ذلك لا يعني الناس. ما يعنيهم فقط كيف ينتهي اليوم بأقل معاناة. تنويه: حدثت أخطاء طباعية فادحة في مقالي أمس وقبل أمس أخلت بسياقهما.. أعتذر والصحيفة عن ذلك. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة