تشهد أسعار الخضار عامة والطماطم خاصة هذه الأيام موجة من الارتفاع مما تتسبب في أعاصير من ردود الفعل المتذمرة , كما نتج عن تلك الزيادة تدنى في مستوى الشفافية لمعرفة دوافع ذلك الارتفاع , ومثل تلك التقلبات في الأسعار والتي لا تعرف الانخفاض والبرودة إنما تعمل على الارتفاع وزيادة دراجات حرارة أرباب الأسر لتلفح بحر سمومها جيوب ذوي الدخل المحدود , وكما الأقلام صالت على ميادين الصحافة وجالت بتناول موضوع ارتفاع سعر الطماطم فلا يمنع ذلك أن أدلي بدلوي بطرح أوسع متضمنا شي من التعجب , فلعل ما يشكل هاجسا لكل إنسان سعودي هو مؤشرات الأسعار التي لا يعرف لها قرار فهي كل يوم في حال تصاعدي . لتنثر بذلك كل علامات الاستفهام , ما سبب زيادة أسعار الطماطم وهي في اغلبها إنتاج محلي ؟ وسأتناول الموضوع بالحديث عن الطماطم المحلية . خاصة إذا ما علمنا أنة لم يطرأ على أسعار البذور ولا موارد الماء ولا الأسمدة ولا المناخ والطقس إي طارئ . عند سؤالي لأحد مزارعي الطماطم في الطائف عن اي مستجدات على زراعة الطماطم علي استشف من إجابته شيئا يرضي فضولي أفادني بأنه لم يتغير شي فسعر البذور كما هو ومنسوب المياه كما هي وان تكلفة زراعة الطماطم قبل الزيادة ما زالت هي نفس التكلفة بعد الزيادة إذن الكرة في ملعب التجار وسماسرة حلقات الخضار . ولمن يزور حلقة الخضار بجده يعرف جيدا من يتربع على عرشها وأي جنسية تسيطر على السوق ويدرك أنها (مافيا الخضار ) انه ذلك الوافد الذي استطاع أن يحكم قبضته على كثيرا من الانشطه التجارية , فهو في كل مكان أينما وجهت وجهتك فثم وافد , دعنا من الوافد فمشكلته لا حل لها .. كنت في حديث مع صديق لي عن هاجس الاسعار ودوافعها وطرق علاجها . قال لي : يجب ان نعمل بثقافة البدائل تلك اللتي دشنها معالي وزير التجاره السابق , سالته كيف ؟ اجاب : عندما ارتفعت بعض أسعار السلع الضرورية خاصة الأرز تمت استضافة وزير التجارة , اخذ الناس يأملون ان يخرجوا بشي مفيد او لعله يطلعهم على شي لم يعرفوه لولا معاليه فما كان منه الا نادى باستبدال الأرز بالمكرونة ليطلق ثقافة البدائل .وهي اشبة بالمستغيث بالنار من الرمضاء . انتهى كلام محدثي. قياسا بثقافة البدائل التي دشنها معالية سيقول المتحذلقون نستبدل الطماطم بمشتقاتها ( الصلصه , ومعجون الطماطم , والطماطم المعلبة ) وهذه المشتقات شهدت إقبالا كبيرا خلال الأيام الفائتة , إقبال سيضعها على قائمة ما سيرتفع بين عشية وضحاها . فبماذا سنستبدل الطماطم ومشتقاتها ؟؟ كلام معالية منطقي جدا عندما نتحدث عن منتج يأتي من اطراف المعموره ومن اقاصي القارات عندما ياتي المنتج على ظهور السفن التي تشق عباب البحر لتصل الينا . في مثل تلك الحالات تترك مساحات شاسعة للاجتهاد والتأويل . فبأقل الذراع يقتنع العامه , اذكر على سبيل المثال انه وقبل عقد من الزمان او اكثر طرأ ارتفاع على اسعار الشاي فقيل ان فيضانات عارمة اجتاحة البلدان المصدرة لة . ولكن اليوم بم ستتذرع وزارة التجارة والمنتج محلي بنسبة كبيرة ؟ وان لم يكن كذلك لماذا لا يتم تعزيز الانتاج المحلي من المحاصيل المضطربة في اسعارها بالتعاون مع وزارة الزراعة وفق آلية معينه يتحقق من خلالها كبح جماح جنون الاسعار ؟ رغم اننا نعيش في زمن الشفافية والوضوح الا ان شيئا صمتا مخيفا يطبق على افواة وزارة التجارة فهي تقف عاجزة لا تملك شيئا تقدمه للمستهلك في كثيرا من هواجسة وتطلاعة لدورها المأمول . ياسر احمد اليوبي