عبر المبدع عبدالسلام الهليل عن ارتفاع أسعار الطماطم أو البندورة هذه الأيام برسم محل أو معرض يُباع فيه الذهب والمجوهرات جنباً إلى جنب مع الطماطم.. وفي مصر الشقيقة يسمون الطماطم (قوطة) ويطلقون عليها (أي الطماطم أو البندورة) تسمية المقنونة (المجنونة) لارتفاع سعرها في معظم الأوقات مقارنة ببقية الخضروات.. ومن سافر لمصر لا بد أن يكون قد استمع لجملة (مقنونه يا أوطة) بين الفلاحين وعامة الناس، وهذه الأيام تشهد أسعار الطماطم المحلية والمستوردة ارتفاعاً غير مسبوق في أسواق المملكة، والطماطم ليست كبقية الخضروات والفواكه بالإمكان تركها واستبدالها بمنتج آخر، كأن تستبدل الفاصوليا بالبامية أو الكوسة بالقرع ونحو ذلك، أو تطبيق حكمة مسؤول حماية المستهلك الشهيرة (دوا الغالي تركه) فلا (كبسة ولا شكشوكة ولا سلطة) إلا بطماطم. وعلى المستوى الشخصي كتبت عدة مقالات (أيام غرابيل) عن الطماطم، وبالأخص الصلصة، وكثير من الناس هذه الأيام، وبسبب ارتفاع سعر الطماطم، أصبحوا يستهلكون الصلصة بديلاً عنها، وهو حل عملي ومنطقي لأزمة الطماطم، يختلف بلا شك عن ما قالته (انطوانيت) للناس عندما اشتكوا من ارتفاع أسعار الخبز بأن يأكلوا (بسكوت)، فالطماطم ليس خبزاً كما ان البسكوت (أو البسكويت) ليس له علاقة لا من قريب أو بعيد بالصلصة التي تُعمل أو تُصنع من (المجنونة)، وأجدني الآن تذكرت ألفية ابن عمار (ألفن أولف) التي من أجمل أبياتها: قوله: والسين سقنا من الدراهم وعيا واللي نبي من صاحبي ماتهيا عندما وصل لحرف الطاء.. فقال في معلقته (أعني ألفيته) و(الط) طماط الخرج يشبه خدودك وياماحلا لبس الذهب في زنودك ولورود الطماطم في الألفية جاء ذكرها (عفو الخاطر) وليعذرني القارئ العزيز إن أخطأت في رواية الألفية أو خلطها مع أغنية شعبية قديمة، فالزاوية اسمها سوانح، وأنا أروي من الذاكرة التي قد تخلط الأشياء، ماعلينا.. فالذي أنا متأكد منه ان طماط الخرج هذه الأيام لا شك انه ارتفع سعره كبقية أنواع الطماطم، إن لم يكن الأعلى لمشابهة (المجنونة) لخدود محبوبة صاحب الألفية، وإلى سوانح قادمة بإذن الله.