أصدر مثقفون وفنانون سوريون أمس بياناً حمَّل السلطات السورية مسؤولية تعرض رسام الكاريكاتير علي فرزات لاختطاف واعتداء بالضرب وسط العاصمة السورية دمشق. ومن بين الموقعين على البيان ميشيل كيلو، والمحامي أنور البني، وحسين العودات. وقال هؤلاء المثقفون في بيانهم "إن مجموعة من الشبيحة، وأمام أعين رجال الأمن ودورياتهم في ساحة الأمويين بدمشق، قامت بخطف فنان الكاريكاتير العالمي علي فرزات، وكسرت سيارته، وأخذت أوراقه ورسوماته التي كانت معه، ومن ثم اُعتدي عليه جسدياً بتكسير أصابع يديه، وضربه على عينيه وصدره، بسبب ما قالوا إنه تطاول على أسياده". وأعلن الموقعون على البيان تضامنهم الكامل مع فرزات، وحملوا السلطات السورية المسؤولية الكاملة عما حدث له، خاصة أنه من الثابت أنه كان تحت مراقبة شديدة من المعتدين، في منطقة أقل ما يقال عنها إنها أمنية بامتياز. وننوه هنا أن ساحة الأمويين تقع وسط مباني حكومية مثل مبنى التلفزيون الرسمي، ودار الأوبرا، ومكتبة الأسد، وهيئة الأركان العامة، وقيادات عسكرية أخرى، وهذه ليست أسراراً عسكرية حسبما يعرف السوريون كلهم! وأكد المثقفون في بيانهم أن "ما جرى يشير إلى تلك (العصابات) التي يتحدث عنها النظام ليل نهار، والتي تعيث فساداً وإجراماً في البلاد تحت رعاية الأمن وحمايته، ويطالبون بمحاسبتها على كل ما اقترفته أياديها من جرائم بحق الوطن والشعب ورموزه". وأضاف البيان أن "الفنان علي فرزات لا يمثل نفسه، وإنما يمثل كل صاحب رأي وموقف، ويعبر عن ضمير الشعوب المقهورة، واستهدافه بهذه الطريقة الوحشية يهدف إلى إسكات أي صوت حرّ يحمل هموم الناس ومطالبها". ودعوا "جميع الأحرار في سورية والوطن العربي والعالم، وخاصة النخب الثقافية والفنية لإعلان تضامنهم مع الفنان علي فرزات، واتخاذ موقف يدين هذه الممارسات السلطوية القمعية المشينة". يذكر أن رسام الكاريكاتير السوري علي فرزات تعرض لعملية اختطاف واعتداء في الساعة الخامسة من فجر الخميس لدى خروجه من نفق الأمويين باتجاه حي المزة، قرب وزارة التعليم العالي. وقال فرزات: إن أربعة أشخاص ملثمين خطفوه في سيارة (مظللة الزجاج)، ووضع كيس أسود في رأسه، "وبعد حوالي الساعة من الضرب، فتح باب السيارة وتم رميي على الأرض والسيارة تمشي، على طريق مطار دمشق الدولي". وأضاف فرزات أن المختطفين قالوا له "حتى لا ترسم مرة ثانية أسيادك، وتتطاول عليهم، يا عميل، يا منحط.. وتم حلق جزء من لحيتي، وجزّ جزء من شعر رأسي".