تظل الفتاة السعودية تنتظر عريسا يطرق باب أسرتها من أبناء بلدها الذين يحملون العلامة الفارقة: «ارفع رأسك» فلا يأتي من يطرق الباب، وقد تصل إلى مرحلة العنوسة المبكرة أو المتأخرة دون أن يأتي أحد لطلب يدها، فإذا جاءها رجل صالح من المقيمين وضعت العوائق «النظامية!» في طريقها الشرعي للنكاح ممن رضيت به هي وأسرتها دينا وخلقا، بينما تقدم التسهيلات «النظامية» لابن وطنها الذي يستطيع الزواج من بنات وطنه، ولكنه يسعى إلى الحصول على تصريح زواج من الخارج أو من المقيمات في الداخل، وقد يكون طلبه للتصريح بهدف تجديد شبابه ونشاطه والتعدد بمثنى وثلاث ورباع من عدة أوطان ما استطاع إلى ذلك سبيلا، فإن استطاعت المواطنة العانس تجاوز العوائق ونجحت في الاقتران بالمقيم الذي ارتضته لنفسها بمباركة من أسرتها فإن ذلك لن يكون فيه حل لمشكلتها وإنما بداية لمشكلات جديدة تظل تطاردها وتقض مضجعها وتلاحق أبناءها وبناتها منه مدى الحياة، فبعلها يظل يعامل معاملة الوافد للتو بالنسبة لنظام الإقامة ثم يعامل أبناؤها وبناتها منه المعاملة نفسها التي يلقاها والدهم، وبدل أن تنهي مشكلة واحدة في حياتها هي مشكلة العنوسة والحرمان فإنها تجد نفسها أمام عدد من المشكلات التي يأخذ بعضها برقاب بعض، أما ابن وطنها المتزوج من غير سعودية فإن أبناءه وبناته سيكونون مواطنين تبعا له، كما أن زوجته سوف تحصل على الرعوية وبشروط مقبولة، مع أن نكاحه من غير بنات وطنه قد لا يكون بدافع الاضطرار وإنما من باب زيادة التمتع بمباهج الحياة وفي مقدمتها النساء، ومع ذلك فإنه يعامل عند اقترانه بغير مواطنة معاملة خاصة لا تحظى بها أو بجزء منها ابنة وطنه المضطرة إلى الاقتران بمقيم من غير أبناء وطنها، وهذا التمييز الاجتماعي يشعرها بالظلم وأنها أقل مكانة من «الذكران» من أبناء وطنها، وقد تندم على ما أقدمت عليه من اقتران شرعي عندما ترى علامات الحزن والشعور بالضياع مرتسمة في عيون أبنائها وبناتها من زوجها غير السعودي. فلماذا لا نفكر في حل عملي عادل لهذه الفئة من بنات الوطن، ولماذا نصم آذاننا وقلوبنا عنهن، وأي نظام يسمح بمثل هذا التفريق في التعامل بين المواطن وبين المواطن بالنسبة لهذه القضية، ولماذا لا تتم الاستفادة من تجارب دول أكثر عددا من وطننا من حيث السكان، وليست أفضل منا حضارة وتنظيما ونموا وثروة، وقد رأيناها تمنح الرعوية لكل من يقترن بإحدى بناتها مساوية في ذلك بين مواطنيها وبين مواطناتها.. إنها أسئلة كريمة تحتاج إلى إجابات رحيمة؟!. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة