تعد ظاهرة العنوسة من الظواهر الاجتماعية التي بدأت في الظهور والانتشار في الأعوام الأخيرة وأخذت عدة أبعاد، وما إن تناقش في وسيلة إعلامية حتى تستلمها الأخرى، فقد وصلت هذه القضية إلى أرقام خيالية منها أن آخر إحصائية لوزارة التخطيط ذكرت أن ثلثي نساء المملكة من العوانس وبما أنه لا بد لكل ظاهرة من أسباب ولا بد لكل مشكلة من علاج، ولمعرفة هل للفتيات دخل في القضية أم أولياء أمورهن؟، أم أمور أخرى لا دخل للطرفين فيها؟ ومن خلال هذا التحقيق نسلط الضوء على هذه القضية الشائكة بشيء من التفصيل لنتعرف عن من بيده القرار والحل من جميع الأطراف. الأحلام والأوهان ففي بداية الحديث تقول إحدى الفتيات تبلغ من العمر الآن (33) عاماً (تقدم لي خمسة خطاب إلا أنني لم أقبل بأي منهم لأنهم لم يكونوا وفق تطلعاتي وأحلامي فالأول كان غير وسيم، أما الثاني فكان من أسرة متواضعة وأنا كنت أريده شخصاً ثريا، والثالث كان أصغر مني سناً مني، في حين أن الرابع كان يريدني أن أسكن مع أهله، بينما كان الخامس متزوجا، ولم أشعر بنفسي إلا وأنا قد فقدت كل شيء بسبب احلامي واوهامي). بينما تذكر أخرى أن والدها كان يشترط على الخطاب مبلغا خياليا للمهر وهو 100 ألف ريال، فما ان يطرق أحد عليهنَ الباب هي وأخواتها إلا ويشترط هذا المبلغ عليه وكانت النتيجة أن أصبحن جميعاً من العوانس وتضيف مريم الغامدي بأن هنالك بنات كثر يعشن العنوسة بسبب الفكر الخاطىء لوالدها فبعض الاباء يطالبون بمهور عاليه والاخرون يرفضون زواج الصغرى قبل الكبرى فلماذا كل هذه التعقيدات ... لا ادري وروت لنا أخرى أنه عند تواجدها في أحد المشاغل النسائية قبل فترة وجيزة سألتها صاحبة المشغل البالغة من العمر (40) عاماً قائلة هل تعرفين خطابة وبعد أن سألتها الأخت عن السبب بدأت تلك السيدة في سرد قصتها قائلة: إن من عادات قبيلتنا أن تكون الفتاة محجورا عليها لأي من أبناء عمومتها، فإن لم يتقدم لها الأول تنتظر الثاني وهكذا، وقد طبقت عليها هذه القاعدة إلى أن تزوج أبناء عمومتها جميعهم ولم يبق منهم إلا أصغرهم وهو يبلغ من العمر (25) عاماً ومن المستحيل أن يرضى بها كزوجة بحكم فارق السن الكبير فيما بينهما. وحول العلاج قالت الدكتور رحاب عبدالغني ان أهم الأسباب في نظري والذي يحتاج إلى جهود مكثفة هو القضاء على مشكلة غلاء المهور وما يتبع ذلك من تكاليف باهظة ما أنزل الله بها من سلطان، كما أن مما يخفف من مشكلة العنوسة عدم المغالاة في تكاليف الزواج وتيسير ه للشباب والشابات فبدون الوعي الديني لن تخف مشكلة العنوسة كما أن على وسائل الاعلام وخطباء المساجد مسؤولية كبيرة في توضيح أسباب العنوسة ونتائجها الوخيمة على الفتاة وأسرتها وعلى المجتمع بشكل عام، لرفع مستوى الوعي لدى الأباء بأهمية تزويج بناتهم وعدم التشدد وفرض شروط تعجيزية تحول دون الفتاة وزواجها.