أفاد مسؤولون فلسطينيون، أن فشل المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية الحالية، سيؤدي إلى العودة إلى المربع صفر، وسيكون له نتائج كارثية على سلام وأمن الشرق الأوسط. وقالوا في تصريحات ل «عكاظ» إن تصلب الموقف الإسرائيلي حيال الاستيطان، يمثل تهديدا حقيقيا للمفاوضات، مؤكدين أن السلطة حريصة على استمرارية المفاوضات على أسس ومبادئ الشرعية الدولية. وقال الدكتور نبيل شعث القيادي في حركة فتح، إن انهيار المفاوضات سيعطي الفرصة لأعداء السلام وسيساهم في إيجاد حالة من توتر شديد في المنطقة. وتابع قائلا إن تل أبيب تتحمل مسؤولية فشل المفاوضات في حالة استمرار موقفها إزاء الاستيطان. من جهته، أوضح رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات أن استمرار الاستيطان في أراضي الضفة الغربية والقدس يعد «حكما إسرائيليا على المفاوضات المباشرة بالفشل»، مشددا على أن «الاستيطان عدو السلام، ولايمكن أن يكون هناك سلام عادل وشامل مادام هناك مشاريع إسرائيلية استيطانية. وترى حركة حماس المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية الحالية، محكوما عليها بالفشل، موضحة أن إسرائيل لم تكن جادة في الماضي، ولن تكون جادة في المستقبل في تحقيق السلام العادل. وأفاد سامي أبوزهري المتحدث باسم حماس أن السلطة الفلسطينية، غامرت في الدخول في مفاوضات فاشلة سلفا على حد قوله. وتابع قائلا إن تل أبيب ترغب من خلال المفاوضات تضليل الرأي العام وإرسال رسالة واهية بأنها ترغب في السلام. من جانبه، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس إنه تم إبلاغ الحكومة الإسرائيلية بالموقف الفلسطيني تجاه المفاوضات في حال استمر الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية. وقال عباس في بداية اجتماعه مع الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز في مقر إقامة عباس في نيويورك «موقفنا أبلغناه للحكومة الإسرائيلية وهي تعرفه» وذلك ردا على سؤال حول ردة فعل السلطة الفلسطينية تجاه المفاوضات إذا استمر الاستيطان. إلى ذلك، أفاد السفير الأمريكي لدى إسرائيل جيمس كانينغهام أن الإدارة الأمريكية متخوفة من تفجر المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين بسبب الطريق المسدود الذي وصلت إليه المحادثات في ما يتعلق بمسألة البناء في المستوطنات. وذكرت صحيفة «هآرتس» أمس أن كانينغهام قال أمورا بهذه الروح خلال لقاء مع سفراء الاتحاد الأوروبي في تل أبيب أمس وأنه أشار إلى أن الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني لا يزالان يصران على مواقفهما. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صرح مطلع الأسبوع الحالي بأن سياسيته تجاه استئناف البناء في المستوطنات بعد انتهاء فترة التجميد في 26 سبتمبر الجاري لم تتغير رافضا بذلك مطالب فلسطينية وأمريكية وأوروبية بتمديد التجميد. من ناحية أخرى، أوضح مشروع بيان أن اللجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط دعوا إسرائيل أمس لتمديد تجميدها للاستيطان قائلين إن التجميد له أثر إيجابي بينما يسعى الجانبان للتوصل إلى اتفاق سلام في غضون العام المقبل. وكان الرئيس الأمريكي أوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون حثا نتنياهو بالفعل على مد التجميد على أنشطة الاستيطان الجديدة في أراض في الضفة الغربية استولت عليها إسرائيل في حرب عام 1967. ويهدد الفلسطينيون بالتخلي عن المفاوضات إذا لم تمد إسرائيل العمل بالتجميد. ورفضت إسرائيل حتى الآن هذه الطلبات.