تتواصل الجهود الدولية لتجاوز العقبات أمام استمرار المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين فيما تتعزز أجواء التشاؤم لدى الطرفين من احتمال نجاحها في ظل تمسك الجانبين بمواقفهما. ومع تزايد الخشية من إمكان إطاحة عقدة الاستيطان بالمحاولة الجديدة، جدد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون واللجنة الرباعية الدولية والاتحاد الأوروبي دعوة اسرائيل الى تمديد التجميد الحالي. في غضون ذلك، أكد رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال غابي أشكنازي أن الجيش مستعد لسيناريو «اندلاع أعمال عنف» في الضفة الغربية في حال فشل المفاوضات، فيما نُقل عن السفير الأميركي في تل أبيب جيمس كانينغهام قوله في لقاء مغلق مع سفراء الاتحاد الأوروبي لدى إسرائيل إن الإدارة الأميركية تخشى من «تفجر» المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية في الأيام القريبة. وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس أعلن انه تم إبلاغ الحكومة الإسرائيلية بالموقف الفلسطيني تجاه المفاوضات في حال استمر الاستيطان، فيما كرر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو شروطه التعجيزية، مطالباً الفلسطينيين بالاعتراف بإسرائيل دولة يهودية وبقبول بقاء الجيش الإسرائيلي على حدودهم الشرقية. وربطت الاسرة الدولية امس بين المانحين لبناء مؤسسات الدولة الفلسطينية وبين اطراف «الرباعية»، وجرى تكليف وزير خارجية النروج جوناس غارستورم بعد لقاء الدول المانحة مع رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض تقديم تقرير الى اللجنة الرباعية حول الاجتماع الذي اخذ علماً بتقرير البنك الدولي وما جاء فيه بأنه «اذا استمرت السلطة الفلسطينية في ادائها الحالي في بناء المؤسسات وتقديم الخدمات، ستكون في موقع جيد يمكنها من اقامة الدولة في اي وقت في المستقبل القريب». واوضح الوزير النروجي ان تكليفه تقديم تقرير الى اللجنة «يربط» بين المسارين التفاوضي والمؤسساتي في بناء الدولة الفلسطينية. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة، خلال لقائه الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز على هامش قمة الأممالمتحدة في نيويورك مساء الإثنين، اسرائيل الى تمديد مذكرة تجميد الاستيطان في الضفة الغربية، فيما عقدت اللجنة الرباعية الدولية اجتماعاً في نيويورك ودعت تل أبيب الى تمديد تجميد الاستيطان. كما طالبت ممثلة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون، بعد لقاء مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، اسرائيل ب «تمديد المذكرة حول المستوطنات». ولفت الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة الى «ان هناك جهوداً دولية كبيرة جداً تبذل لتجاوز العقبات في طريق استمرار المفاوضات المباشرة، خصوصاً الاستيطان»، مشيراً الى انه «لا يوجد حتى الآن اي اختراق في هذا المجال». وجدد ابو ردينة الموقف الفلسطيني ب «الالتزام بعملية السلام من دون استمرار الاستيطان الذي يجب وقفه او استمرار تجميده من اجل استمرار المفاوضات». في غضون ذلك، حذر الجنرال أشكنازي من أنه في حال فشلت المفاوضات «ثمة احتمال باندلاع أعمال عنف تشمل تظاهرات عنيفة في المناطق (الفلسطينية) وعمليات تفجيرية وإن ليس بحجم تلك التي اندلعت العام 2000 (الانتفاضة الثانية التي أعقبت فشل مفاوضات كامب ديفيد)»، مؤكداً إن جيشه استعد جيداً ل «اليوم التالي» لانتهاء فترة تعليق البناء في مستوطنات الضفة الغربية الأحد المقبل، ولكل الاحتمالات المتوقعة في المفاوضات الإسرائيلية - الفلسطينية.