اليوم الوطني مناسبة عزيزة تتكرر كل عام نستذكر فيه مسيرة النهضة العملاقة التي عرفها الوطن ويعيشها في كافة المجالات، وهذه النهضة الفريدة من نوعها التي وثبت بالمملكة في نقلة حضارية وفي زمن قياسي وضعتها في مصاف الدول المتقدمة، فاليوم الوطني لبلادنا تاريخ بأكمله إذ يجسد مسيرة جهادية طويلة خاضها الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه ومعه أبطال مجاهدون هم الآباء والأجداد رحمهم الله جميعا في سبيل ترسيخ أركان هذا الكيان وتوحيده تحت راية واحدة «راية التوحيد». والزمن في حياة الشعوب لا يقاس بالسنين والأيام وإنما بحجم الإنجازات والعطاءات وتأثير ذلك في مسيرة الأمم، فما تم إنجازه يعادل الكثير من السنوات في حياة العديد من المجتمعات وفي تاريخ الكثير من الدول، وهي إنجازات تميزت بالشمولية والتكامل في بناء الوطن وتنميته. وشهد القطاع الصحي نهضة كبرى حتى أضحت الرعاية الصحية معلما بارزا ونموذجا يحتذى به على المستوى الخليجي والإقليمي وموضع إشادة وتقدير على المستوى الدولي، فالمجال الصحي يمثل مجدا حضاريا يحق لنا جميعا أن نفخر به وبمليكنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ملك مملكة الإنسانية وولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني. إن ما تم إنجازه في هذا الخصوص يحق لكل مواطن أن يفخر به وبكل هذه الإنجازات والعطاءات التي سيسطرها التاريخ بأحرف من نور ومنها على سبيل المثال لا الحصر مشروع إنشاء وتجهيز 2000 مركز صحي للرعاية الصحية الأولية واعتماد أكثر من سبعة مليارات من الريالات لتنفيذ هذا المشروع الطموح وإقرار الكادر الصحي الجديد وتكثيف الإنفاق على هذا القطاع وزيادة الاعتمادات المعززة للصحة مع تنمية إسهام القطاع الصحي الخاص في تحقيق هذا الإنجاز، وإنشاء وتجهيز المستشفيات والمراكز الصحية وتوسعة وتحسين المرافق الصحية القائمة، إضافة إلى المبادرات الرائدة في تطوير القوى العاملة الصحية من الأطباء وهيئة التمريض، وغيرها من المبادرات التي تؤكد على النقلة النوعية التي تشهدها الخدمات الصحية في مملكتنا، والموافقة على استراتيجية الرعاية الصحية، والمشروع الوطني للرعاية الصحية المتكاملة والشاملة وافتتاح مدينة الملك عبدالله الطبية بالعاصمة المقدسة ومستشفى منى الوادي في مشعر منى اللذين يستفيد منهما بإذن الله أهالي مكةالمكرمة وحجاج بيت الله الحرام والمعتمرون على مدار العام. كما أنوه بتوجيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ببناء مدينة طبية تتبع لجامعة الخليج العربي في مملكة البحرين وذلك هدية باسم الشعب السعودي لشقيقه شعب البحرين ولدول مجلس التعاون الخليجي بمبلغ مليار ريال، والتي ستكون منارة للعلم والعلماء وجامعة متميزة على سواحل الخليج العربي وجسرا للتواصل بين دول مجلس التعاون. ولا يفوتني أن أشيد بالدعم الذي يحظى به مجلس وزراء الصحة في دول مجلس التعاون ومكتبه التنفيذي، حيث تمثل هذا الدعم في أن احتضنت المملكة مقر المكتب التنفيذي منذ تأسيسه عام (1396ه/1976م) وتبرعت بقطعة من الأرض لإنشاء مقر دائم لهذا المجلس في حي السفارات في مدينة الرياض حيث ساعد ذلك على قيام المكتب بمهامه ونشاطاته وتنفيذ برامجه وتحقيق رؤيته ورسالته وأهدافه. * المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس صحة الخليج.