عمليات السطو التي تتعرض لها شعارات الأندية الرياضية الشهيرة، سواء بالسرقة أو التقليد أو المحاكاة، قد لاينتبه البعض إلى أن لها بعدا اقتصاديا وتجاريا مهما، حيث تستغل هذه الأندية شعاراتها في جلب موارد مالية لدعم ميزانياتها، والانفاق على أنشطتها المختلفة، من خلال التصريح للشركات الاستثمارية في مجالاتها المختلفة، بوضع هذه الشعارات على تشكيلة كبيرة من البضائع المتنوعة. ولا تقتصر البضائع التي تزينها شعارات الأندية فقط على الأدوات والمنتجات الرياضية من القمصان والأعلام والقبعات والأحذية والأكواب والكرات والألعاب وأشرطة فيديو المباريات وصور مشاهير اللاعبين، وغيرها من الأدوات الرياضية، بل تشمل كذلك منتجات أخرى مثل الملابس، ولاسيما الرياضية منها، والأدوات المدرسية والمكتبية وبعض قطع الأثاث المنزلي والتحف والدروع .. وغير ذلك، والتي تحظي بإقبال كبير من مشجعي الأندية الرياضية واللاعبين المشهورين فيها. ويمكن تنظيم هذا النشاط من خلال مبادرة الرئاسة العامة لرعاية الشباب بوصفها مشرفة على الأندية الرياضية في المملكة بإجراء دراسة تسويقية وافية، تراعي تحديد طبيعة الأذواق والأنماط الاستهلاكية للجمهور، والشرائح الاجتماعية المستهدفة بعمليات الإنتاج والتسويق، والمواصفات القياسية للمنتجات والبضائع، وقنوات تصريفها وبيعها، وغير ذلك من الأمور التي لا غنى عنها لتنظيم وتطوير هذا النشاط. ثم يلي هذه الدراسة الميدانية، التخطيط لتأسيس شركة تقوم بإنتاج وتسويق المنتجات والأدوات والبضائع التي تحمل شعارات الأندية الرياضية، وتوفير الإمكانيات والكوادر البشرية الاحترافية لإدارة هذه الشركة، التي ينبغي أن تعمل تحت إشراف الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وبمتابعة ورقابة من الأندية الرياضية المعنية. ويجب في سياق عمليات الترويج والتسويق، الحرص على جذب المراحل العمرية في سن الصبا والشباب، لكونها المكون الرئيسي لمشجعي الأندية، الأمر الذي يفرض أن تتميز المنتجات والبضائع التي تحمل شعارات الأندية الرياضية بالجودة والتصميم الجميل والسعر المنافس، وتلبية الأذواق المختلفة.. وبهذا يتم حصر استغلال شعارات الأندية الرياضية من خلال هذه الشركة، التي تعد ضمانة أكيدة لحفظ الحقوق المادية والأدبية للأندية. [email protected]