يتابع عشرات الآلاف في الملاعب والملايين على الشاشات التلفزيونية رفع الجماهير لأعلام بلادهم والتلويح بها، بما تتضمنه من شعارات ورموز، ويطوف اللاعبون بها أرض الملعب عقب إحراز هدف الفوز أو إحراز بطولة ما، أو هم على منصة التتويج، والحصول على كأس البطولة، وذلك تعبيرا عن الفرحة بتحقيق النصر، ورفع أعلام بلادهم خفاقة عالية. ورغم أن هذه الممارسات الحماسية من الجماهير واللاعبين لا غضاضة فيها بالنسبة لأعلام كافة دول العالم، بما تحمله من شعارات ورموز متباينة، بل هي محل ترحيب وتشجيع، إلا أن الأمر يختلف مع علم المملكة، نظرا لما يتمتع به من قدسية، لتفرده بكونه يحمل أهم شعار وهو لفظ الجلالة وكلمة التوحيد، لذلك فهو لا ينكس في أية مناسبة كانت، الأمر الذي يفرض احترامه والبعد به عن أي مهانة أو إهانة، ولا سيما في المناسبات الفنية والمسابقات الغنائية والمناسبات الرياضية، حيث يمكن أن يسقط على الأرض وسط الزحام، وتدوسه الجماهير دون قصد، وغير ذلك من التصرفات المسيئة، كما حدث في دورة الخليج الأخيرة. لذلك دعا البعض إلى تصميم علم خاص بالمناسبات الرياضية والفنية والاحتفالية الأخرى، بحيث يحتوي على أهم ما يرمز للمملكة، بخلاف كلمة التوحيد، وقد التقط الدعوة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن ممدوح بن عبد العزيز آل سعود، وترجم هذه الدعوة عمليا بابتكاره شماغا للمنتخب السعودي وأعلاما وشعارات للمشجعين الرياضيين، بحيث تخلو من لفظ الجلالة تكريما واحتراما وتنزيها لها عن الامتهان، مما قد يقع فيه بعض المشجعين في مدرجات الأندية والملاعب الرياضية، وهذا الابتكار مسجل باسم سموه لدى مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية. وقد حظي الابتكار بدعم وتشجيع صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبد العزيز الرئيس العام لرعاية الشباب، وتتلخص فكرة الابتكار في أنه قد جمع بين الشعارات الرياضية السعودية، وشعار المنتخب السعودي، وخلوه من لفظ الجلالة، وأدائه لدوره كوسيلة تشجيع شبابية، مع المحافظة على التراث العربي السعودي، بحيث يرتديه الشاب فوق رأسه ويلوح به بكل اعتزاز دون محاذير شرعية.. فهل نجد قريبا تفعيلا لهذه الدعوة. الأمل معقود على سمو الرئيس العام لرعاية الشباب ووزير الثقافة والإعلام ورئيس المراسم الملكية. [email protected]