يثور الجدل بشأن الشعارات الرياضية، ومدى الفصل أو الربط بينها وبين المعتقدات الدينية، فبينما يرى البعض أن الرموز والشعارات الخاصة بالأندية الرياضية، وعلى ملابس اللاعبين هي مجرد شعارات رياضية ترمز لناد ما، ولا يجب إخراجها عن هذا الإطار، حتى ولو كانت تحمل دلالة دينية أو ثقافية، لأنها ليست هي المقصودة في الأساس، لأن المنافسات الرياضية المختلفة تعتمد بصفة أساسية على المهارة والروح الرياضية والتسامح، ولا مكان فيها للعوامل العنصرية أو التمييز بسب العرق أو الدين أو الجنس. يرى البعض الآخر أن هذه الرموز تمثل خلطا وإقحاما للدين في الرياضة، ودعوة مبطنة لتبني توجه ثقافي أو ديني أو انتماء معين، خاصة مع انبهار الشباب بعالم الرياضة ومشاهير الرياضيين وتتبع أخبارهم، وتقليدهم والتأثر بهم والافتتان بتصرفاتهم، واتخاذهم قدوة في كثير من العادات اليومية الخاصة باللبس وقصة الشعر.. وغير ذلك، وفي ظل هذه الأجواء تتعدد الآراء والتصريحات والفتاوى، وتتلقفها وسائل الإعلام وتتابعها بالنشر والتحليل. ففي الجزائر فإن أئمة المساجد في ولاية عنابة شرقي البلاد طالبوا المصلين ولا سيما الشباب منهم بعدم دخول المساجد وهم يرتدون قميص نادي أرسنال الإنجليزي لكرة القدم، وذلك بعد ملاحظة الأئمة وبعض المصلين وجود شعار تجاري لأحد أنواع الخمور على صدر القميص، وذكرت صحيفة «الخبر»الجزائرية أن الحظر قد يطال قمصان أندية أوروبية أخرى، نظرا لاحتوائها على شعارات وعلامات تجارية تتنافى مع حرمة المساجد. وتفاعلت هذه القضية في المملكة، وصدرت فتاوى عن المؤسسة الدينية الرسمية ممثلة في اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، فقد سئلت عن الحكم في ارتداء ملابس رياضية أو غيرها تحتوي على شعارات دينية مخالفة لمعتقداتنا، فأجابت بأنه إذا كانت هذه الشعارات ترمز إلى عقائد وديانات شركية، فلا يجوز استيرادها ولا بيعها ولا لبسها، أما إذا كانت هذه الشعارات لا تحمل رمزا لعبادة أو تعظيما لشخص، بل هي مجرد علامات تجارية، أو ما يسمى ب «الماركات» فهي مباحة ولا بأس بها. وغني عن البيان أننا لا نرمي من هذا المقال إلى تبني وجهة نظر هذا الاتجاه أو ذاك حول الموقف من الشعارات الرياضية، فالتفتيش عن نوايا الرياضيين والسعي إلى تجسس بواطنهم ليس هدفنا، وإنما الهدف هو بيان ما للشعارات والرموز من تأثير كبير، لكونها تشكل صورة ذهنية في نفوس الجماهير تسكن ذاكرتهم، لذا يسعى الجميع إلى استغلالها وجلب التأييد لها من خلال الألعاب الرياضية الجماهيرية. [email protected]
