لم تقتصر سرقة أو تقليد الشعارات على الشركات والمؤسسات التجارية والاستثمارية فحسب، لكن فيروس العدوى ما لبث أن انتقل بسرعة إلى مجالات وأنشطة أخرى مختلفة، مثل تقليد شعارات الأندية الرياضية، ودورات الألعاب الإقليمية والدولية المختلفة، والأمثلة على ذلك كثيرة ومشهودة. وكان من ضحايا هذه العدوى التي سرت في الوسط الرياضي، مجلة النادي الأسبوعية الصادرة عن مؤسسة عكاظ للصحافة والنشر، قبل تحولها إلى صحيفة، فقد نظمت بطولتها الأولى لكرة القدم، والتي أقيمت على ملعب نادي الفلاح بحديقة الأمير ماجد رحمه الله في جدة، وصممت للبطولة شعارا خاصا بهذه البطولة، ونشرته مجلة النادي على صفحاتها، فسطت إحدى الصحف الرياضية المنافسة على هذا الشعار، وبعد تحوير بسيط، اتخذته شعارا لبطولة تنظمها بالتعاون مع إحدى الشركات. كما سرقت إحدى الشركات الرياضية الخليجية المتخصصة في تعاقدات اللاعبين والخدمات الرياضية شعار نادي الهلال السعودي، مع تعديل طفيف، تمثل في وضع اسم الشركة محل اسم الهلال، وأيضا قامت إحدى شركات الإعلانات الخليجية التي يعني اسمها بالإيطالية «زهرة البنفسج»! بتقديم شعار مسروق ليكون رمزا لدورة الخليج العربي. تحدث عمليات السطو هذه على الشعارات في غفلة من الضالعين فيها. إن شعار أي ناد أو دورة أوبطولة رياضية، محلية كانت أو دولية، هو حق خاص للشخص المعنوي المسجل باسمه، لذا يجب أن يتمتع الشعار بالإبداع والخصوصية والتفرد، ليتميز عن غيره، ولكن منطق الاستسهال والاقتباس يطغى أحيانا على منطق التميز والابتكار! وكان الاتحاد السعودي لكرة القدم قد ناقش كيفية المحافظة على شعارات الأندية واستثماراتها، باعتبارها ملكية فكرية، وأكد الاتحاد على أهمية حصر وتسجيل كامل شعارات الأندية لدى الجهات المعنية، ولاسيما وزارة التجارة والصناعة التي يدخل في صميم اختصاصاتها حماية هذه الشعارات من السرقة أو التقليد أو الامتهان، انطلاقا من الحرص على حقوق الأندية فيما يتعلق باستثمار شعاراتها، وحماية تلك الحقوق ومخاطبة الجهات الحكومية ذات العلاقة بهذا الشأن وفق الأنظمة المتبعة. [email protected]