صديقي.. غدا سيأتي العيد، ولأننا أكبر سنا من أن نفرح، لن يتسنى لنا اللعب كما كنا أطفالا، ولن يتسنى لنا وضع ملابسنا الجديدة أمام أعيننا ليلة العيد قبل أن ننام؛ لنحلم بالعيد قبل أن يأتي. هل تذكر حين قلت لك: أول مرة أشترى لي أبي حذاء جديدا للعيد، من الفرح وضعته كمخدة من الفرح؟ اليوم -يا صديقي- لن نفرح كما كنا أطفالا، حتى الأطفال لن يفرحوا كما كنا نفرح، فالوعاظ/ كتاب المقالات وطوال رمضان يحرضون في مقالاتهم على منع (الألعاب النارية)، وأن هذه جريمة ترتكب بحق الطفولة، مع أن الجريمة التي ترتكب في حق الطفولة هي أن تمنع الألعاب النارية. هل تذكر العيد الماضي، حين استأجرنا في الرياض (استراحة) وذهبنا يوم العيد واضطررنا إلى دفع 1200 ريال شراء (ألعاب نارية)، لأن الوعاظ/ كتاب المقالات استطاعوا إقناع الأمن بمطاردة البائعين، وأصبحت الألعاب النارية كالمخدرات تباع بالخفاء وبسعر عالٍ جدا؟ أظنك تذكر ذاك الفرح البريء الذي أصاب قلوب أطفالنا ونحن نلعب معهم ونحرسهم وهم يلعبون، وكنا أنت وأنا نخفي فرحنا الطفولي، وندعي أننا نقوم بهذا من أجلهم مع أن أعيننا كانت تبتسم، من علمنا أن نخفي مشاعرنا يا صديقي، وألا نعبر عنها ولا عن رأينا؟ كانت (الاستراحة) المجاورة لنا تحتضن بداخلها أسرة أخرى جاؤوا ليفرحوا بالعيد وب(الطرطعان)، وكان الأطفال قد أدخلوا الاستراحتين في تحد من الألعاب النارية تصعد للأعلى أكثر وتضيء السماء أكثر، وكنا أنت وأنا نقفز مع الأطفال بعد أن انتصرت استراحتنا عليهم بالألعاب النارية، أظن نحن دفعنا مالا أكثر منهم لهذا انتصرنا. أتمنى -يا صديقي- ألا تفعل مثل الوعاظ/ كتاب المقالات وتطالب بتحريم الألعاب النارية أيضا، صحيح أن هناك أطفالا قلة تضرروا بسبب إهمال آبائهم، لأنهم لم يشاركوهم اللعب ليحموهم من الخطر، والصحيح أيضا أن هناك ملايين الأسر تشارك أطفالها فرحة العيد واللعب ب(الطرطعان)، لهذا لا يصاب أبناؤهم بأذى. أريك ما الذي تفعله فلسفة (حطوا صبات) بالأطفال وبنا أيضا؟ هذه الفلسفة التي ما أن يقوم قلة باستغلال قانون ما، حتى يتم إلغاء القانون وحرمان الغالبية من هذا القانون. وهكذا هي (فلسفة الصبات).. يصاب طفل من كل مليون طفل يلعبون مع آبائهم ب(الطرطعان) فيتم منع الفرح عن المليون، لحماية طفل واحد والده أهمله. التوقيع: صديقك S_ [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة