كنت وقبل العيد بيوم كتبت عن الألعاب النارية «الطرطعان»، وعن فكرة المنع القائمة على فلسفة «حطوا صبات» وهي الحل الدائم لكل قضية يتم التطرق لها، فما أن تطرح القضية والتي عادة لا تهم «المتنفعين الكبار» تأتي هذه الفلسفة لتمنع أو تحرم الأمر على طريقة «يا دار ما دخلك شر»، دون أن ننظر للأمر بشيء من العقلانية والمنطق، أو كما تقول القاعدة الفقهية «درء المفاسد» التي تقول: «إن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح بشرط أن تكون المفاسد مساوية أو أعظم، والدليل الذي تستند عليه هذه القاعدة قوله تعالى: «يسألونك عن الخمر والميسر، قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس، وإثمهما أكبر من نفعهما»، ولهذا حرم الخمر. فغضب البعض أو كما قال أحدهم «خالف تعرف»، أو كما روى أحد القراء على «SMS» عن تجربته مع الألعاب النارية التي قضت على 3 أفراد من أسرته ولا زالت ابنته الصغرى تعاني بأسبابها، وحتى علاجها الذي صدر أمر به لم تكتمل إجراءاته. أتفهم رفض المرسل وأتعاطف معه، ولكن التعاطف عليه ألا يلغي العقل المنطق «درء المفاسد». دعونا نحسب الأمر بطريقة أخرى، هل الإصابات بالألعاب النارية تعادل إصابات حوادث السيارات؟ ملاحظة: إن التقرير الصادر عن المرور يقول: «إن مليون حادث وقع في المملكة خلال الخمس سنوات الماضية، ونتج عنها مقتل 30 ألف شخص وإصابة 177 ألفا» أي بمعدل أكثر من 16 قتيلا و97 مصابا يوميا. وماذا عن الدرجات، وكم طفل يصاب بجروح يوميا، وكم طفل قتل بسببها، مع ملاحظة أنه لو ركز على حوادثها الوعاظ / كتاب المقالات ربما حرمت / منعت؟ أتمنى ألا ننغلق على مسألة «الألعاب النارية»، فالقضية هنا قضية آلية التفكير الذي يفضحها تعاطينا مع «الألعاب النارية»، وهذا الخلل الكبير الذي حدث لآلية التفكير، فالأصل الإباحة وليس العكس. القضية أيضا مرتبطة بالطفولة والفرح، فالأطفال الأقل فرحا أكثر عدوانية، والعكس صحيح، والمشكلة أن هؤلاء الأطفال حين ينتقلون لمرحلة المراهقة تظهر عدوانيتهم بشكل جلي. والمحزن في هذا الأمر أنهم وفي أحايين كثيرة يكون انتقامهم منا قائما على تدمير حياتهم. S_ [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة