توجد دعوة طيبة في الأثر الإسلامي على نحو أن يتوجه الإنسان إلى ربه طالبا منه العون لهدايته قائلا في دعائه: اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه. وبحسب ما جاء في الأثر لا يوجد احتمال ثالث، فالحق أحق أن يتبع، والحق أيضا هو من أسماء الله الحسنى، والباطل عكس الحق، ونهاية الباطل تفضي إلى الشيطان. هذه كلمات بسيطة جدا ولها معنى عميق أيضا، وأما الأعمال فهي أولا وأخيرا بالنيات. هنا فقط لا توجد مساحة رمادية، ولا هم يحزنون، وكما أن معادلة على هكذا نحو لا يمكن للفكر أن يستخدم معها الطلاء ولا المساحيق، فهي من ناحية أخرى لا تقبل الجدال ولا التقريب. وللواقع فمسألة القفز فوق المعايير الثابتة بالانخراط في تبرير باطل أو بالدفاع عنه ظنا ممن يدعي رأيا أنه بانسياقه وراء تبرير باطل، إنما كان يقصد الدفاع عن حق، فهذا كلام يخلو من شفافية، لأن ظاهره التدليس ولا ينسجم في عمقه مع نظرية الحق. ربما يكون هناك جهلة وقاصرو نظر، وإذا لم تكن تقع على هؤلاء مسؤولية إثارة الباطل، فهي تقع على من هم أكثر خطورة منهم، فإذا كان يمكن ثني السفيه عن شططه، فكيف يمكن من ناحية أخرى إفهام من تقع عليهم عهدة إلباس الباطل بما يعتقدونه حقا، ناهيك عن مسؤولية تدجينهم لجاهل وقاصر تفخيخا في الرأس بما لا صحة فيه من عدمه. وعلى أية حال فكلا الفريقين يعرف أن الحق واضح، وللباطل طريق آخر. وتبقى المشكلة في أن هناك من يعتقد ببراعته أنه يدير باطلا باستخدامه نظرية الحق من غير أن يجرؤ بالقول إنه فعلا يمارس الباطل. لنقل إذن ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا، وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب، ولمن كانوا مثل حضرتي يمارسون الإدراك العادي، بشفافية أحثهم العودة إلى مطلع الدعاء قائلين اللهم ثبت فينا العقل واجعلنا دوما وأبدا قلبا وقالبا في السليم واهدنا من لدنك صراطا مستقيما. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 265 مسافة ثم الرسالة