يوجد نموذجان يمارسان الخطاب الاجتماعي بصيغة أو أخرى من غير إلزام أحدهما بلجوئه إلى شيء يدرأ من خلاله الآخر. يمكنك الثقة بأحد النموذجين رغم سطحيته أحيانا، ولا يمكن الثقة بآخر رغم استخدام أحدهما تعابير عميقة بقصد تضليل من هو قائم يستمع إليه بتبيان الحق وإيضاح الباطل. هناك من يحرص على النيل منك في مكان آخر بذريعة اختلاقه لوصية هو يعرف أنك على يقين ما أنزل الله بها من سلطان عليه، ومع ذلك فإن تكلمت معه بالذي هو حسن وغاية الأدب أخرج ما في قلبه، وأن نهرته بمثل ما هو يصنع إلى آخرين، فهو يستصرخ قائلا «اتق الله». وللواقع، فالله أعرف بمن يتقيه في السر والعلن. ولأن يتقي الإنسان ربه في السر بما ينعكس ذلك عليه بما هو أهل للتقوى أفضل من أن يتظاهر الإنسان بتقوى في العلن ويضمر في نفسه ما هو ليس على شيء من التقوى. إن كانت التقوى حقا وواجبا وأساسا للعمل الصالح، فإن من الحق ما يراد به حق، وهذا شيء صحيح. وبالطرف المقابل فإن من الحق أيضا ما يراد به شيء آخر غير الحق. ومن هنا فالنية هي أساس العمل الصالح فمن أراد الحق بكلمة حق، فهو على ما هو عليه ومن كان يريد شيئا آخر غير الحق بانتحاله ظرفا لكلمة حق، فإنما الحق هو لله والباطل أثم من عمل الشيطان يقتمسه الأخير مع من تقع عليه العهدة. ولئن كائن من كان يريد الحق، فالله قطعا سوف يهديه إلى الحق، ومن أراد أن يلبس باطلا بحق فإنما هو لا يطال غير باطل يجنيه تحت جناح دعوى باطلة لا علاقة لها بما يفترضه من تلقاء نفسه حقا يريد إحراج العالم من حوله بالوقوف عليه وتبيانه. هنا لك أن تجد في هذا الزمان وغير هذا الزمان من يتناول الآخرين بتكريس كلمة أو إشارة ظاهرها في دعواه حق وهو يعرف يقينا أن باطنها استغلال مواقف بما هو ليس على شيء من الحق، فكيف إذا جئنا إلى من يفخخون عقولهم وأفكار الآخرين بمرئيات لا علاقة لها بنظرية الحق من عدمه.. وعجبي يا زمان عجبي..!! للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 265 مسافة ثم الرسالة