طغت على مظاهر الحياة في محافظة أبو عريش التابعة لمنطقة جازان معالم العيد وباتت رائحة الفل الجازاني تعطر أسواق وشوارع المدينة، وحتى الأودية المحيطة تفوح منها نفس الروائح، إضافة إلى عبق الكادي والنباتات العطرية الأخرى التي تنثر في كافة الأرجاء كأحد مظاهر الفرحة بالعيد. ولنبات الحناء ورائحتها المميزة، لها حضورها، حيث تصبغ النساء أكفهن بهذه النبتة الخضراء، كما جرت العادة في مثل هذه المناسبة السعيدة، بينما تنتشر رائحة الكادي والشيح والوالة والبعيثران في جميع شوارع وأزقة المدينة ابتهاجا بالعيد السعيد، وفي ليلة العيد وبعد انتهاء الأمهات من تنظيف وترتيب بيوتهن يتجهن إلى المطابخ من أجل إعداد وجبة إفطار يوم العيد، فتخيم على الأزقة رائحة الأكلات الشعبية التي يتم إعدادها وطهيها في أوان فخارية، فيما تجد الكثير من الفتيات يرتدين عقود الفل في الشوارع والميادين مرددين أهازيج العيد القديمة المتوارثة عبر الأمهات والجدات. وفي صبيحة أول أيام العيد، يتوجه أبناء الحي من صغار وكبار إلى المائدة الجماعية التي تنصب في أطول شارع في الحي وتتضمن أصناف الحلوى والأكلات الشعبية مثل المرسة، المغش، الحيسية والمفالت، وهذه العادة يحرص جميع أهالي الأحياء على حضورها ويدعون جميع المارة لكي يتناولوا منها ابتهاجا بمناسبة العيد. وفي المساء، يشارك الجميع في الاحتفال الكبير الذي ينظم في ساحة البلدية، وتحييه فرقة الفنون الشعبية التي تقدم العديد من الألوان الشعبية المعروفة في منطقة جازان، ومنها رقصة السيف، العزاوي، والعرضة الجازانية، وهنا تشير المواطنة أم يحيى، إلى أن العيد في السابق كان أكثر بهجة وسعادة، وكان أهم ما يميزه كثرة المناسبات التي كانت تجمع الأقارب والأصدقاء عكس يومنا هذا، وأضافت: «قل اهتمام الناس بالعيد وبالتالي قلت الفرحة التي كانت في السابق». إلى ذلك، أوضح ل «عكاظ» خالد العامري من مواطني محافظة أبو عريش، أنه يحرص على مشاركة أبناء حيه القديم في المائدة الجماعية في العيد، باعتبارها فرصة مواتية للالتقاء بالأهل والأصدقاء والجيران والذين قد لا نجدهم إلا في مثل هذه المناسبة، وقال: «المناسبة في حد ذاتها، فرصة للمحافظة على إرث قديم ومظهر من مظاهر الاحتفاء بهذا اليوم السعيد». وزاد: «المناسبة واحدة من مظاهر الفرحة التي نحرص على بقائها لأنها تمثل واحدة من المظاهر الاجتماعية الرائعة التي تقوم على المحبة والتواصي بين أبناء الحي الواحد».