للعيد في منطقة جازان طعمه ومذاقه ونكهته الخاصة , وفرحته التي يحرص الأهالي على إظهارها بدءا من الاستعداد والتحضير للعيد قبل حلوله بأسبوعين تقريباً وحتى اخر أيامه. ولأهالي جازان في العيد العديد من العادات والتقاليد التي توارثتها الأجيال ومنها الحرص على شراء كل ما يحتاجه المنزل من كماليات وزينة , وتنظيف المنزل والطرقات القريبة منه والساحات الداخلية لأسواره , حرصاً على أن يظهر صاحب كل منزل بأنه أكثر المهتمين بمجيء العيد والمعاديين. ففي اليوم الذي يسبق العيد يقضي الأكثرية من أبناء المنطقة رجالا ونساء أوقاتا طويلة في وضع اللمسات الأخيرة لاستقبال فرحة وبهجة العام " العيد السعيد " فالرجال يقومون بتوفير كل ما لم يوفر من احتياجات وفي مقدمتها حلويات العيد والورود والعطور وشراء الفل وغيره من النباتات العطرية التي تزين بها أركان المنزل وتتجمل بها السيدات. فيما تقوم النسوة بإنجاز ما تبقى من أعمال النظافة والترتيب والتزيين في الغرف الداخلية بالمنزل خاصة غرف الضيافة والاستقبال إضافة للتزين للمناسبة العظيمة والاحتفاء بالزائرات من أقاربهن وجارتهن فيقمن بنقش الحناء على الأكف والسواعد في أشكال جمالية رائعة ويصففن عقود الفل والوزاب والكاذي والبعثيران والشيح التي يتجملن بها في يوم العيد. وفي أول أيام العيد وبعد القدوم من مصليات العيد يقوم الرجال بالمرور على الأهالي والأقارب وتبادل الزيارات والتهاني بالعيد في الوقت الذي تقوم فيه النساء بإعداد وجبة الافطار. إفطار العيد في جازان لا يقتصر على الأسرة الواحدة بل يتسع ليشمل سكان الحي بل والقرية عندما تكون القرية لا تتجاوز العشرات من المنازل حيث يجتمع الأهالي في ساحة أعدت لتناول الإفطار إذ يقوم كل شخص بإحضار وجبته الخاصة لذلك الموقع بما يوجد نوعاً من التآلف والمحبة والإخاء والتنوع في المأكولات وإتاحة الفرصة للجميع لتناول الإفطار والاجتماع وكذا توفير الطعام للمارة ليتمكنوا من تناوله. وعلى مائدة الإفطار التي تمتد في صفوف قد يصل طولها لبضعة أمتار تتوزع الآنية المليئة بأنواع المأكولات الشعبية التي عرفت بها المنطقة ومنها المغش " إناء فخاري يعد فيه اللحم " والحسية المصنوعة من الفخار أيضا والتي يقدم فيها الخمير " ذرة " والمفالت الذي يعد من الذرة أو الدخن الممزوج باللبن والسمن البقري الخالص المضاف إليه السكر أو العسل حسب ذائقة كل شخص. ومن الأطباق التي تعج بها مائدة العيد في جازان المسرة والمعصوب والتي يدخل في تكوينهما الدقيق والسمن والعسل لينتج عنه وجبة غذائية غنية تقدم مقرونة في أغلب الأحيان بقطع السمك المملح وهو ما يعرف لدى الأهالي " بالجزائري" أو" الكسيف " إضافة للحنطة والعصيدة وكبسة الأرز وغيرها من الوجبات التي عرفت بها المنطقة. ولا ينتهي العيد في جازان عند الإفطار بل يستمر طيلة أيام العيد حيث تتبادل الزيارات بين الأهالي والأصدقاء حتى وإن كانت تبعد المسافات البعيدة فالكل يحرص على زيارة كل أقاربه في العيد وغيرها من الرقصات الجازانية وتستمر فرحة الطبول منها رقصة السيف والعزاوي والعرضة الجازانية العيد في جازان لثلاثة أيام متتالية.