للعيد قديمًا وحديثًا في منطقة جازان نكهة خاصة وطعم مختلف. فهو مزيج من الفرحة والعادات والتقاليد والأهازيج الشعبية المعبِّرة التي كان يرددها الجميع كبارًا وصغارًا ونساءً ورجالًا. ونظرًا لامتداد منطقة جازان فإن عادات وتقاليد استقبال عيد الفطر المبارك تتباين من مكان إلى آخر ومن مدينة إلى أخرى، فأهل تهامة لهم عاداتهم وتقاليدهم الشعبية وفلكلورهم المختلف، فهناك بعض العادات والتقاليد الجميلة التي كان يمارسها أهالي المنطقة في أعيادهم وهناك العديد من الأهازيج الجميلة التي يرددها الكبار والصغار ابتهاجًا بهذه المناسبة، فكان الناس قديمًا في جازان يستعدون للعيد منذ بداية شهر رمضان مباشرة، تزيين البيوت. فيقول العم أحمد علي: أن الناس كانوا يعرفون دخول الشهر بالرؤية فقط، وإذا تحقق دخول ليلة العيد يقوم شخص يطلق عليه النجّاب أو الصايح، وهو ذو صوت جهوري وقوي يمر في الأسواق والطرقات وينادي بأعلى صوته”عيدكم مبارك” تفطروا يا صايمين في هدي رب العالمين وكل عام وأنتم بخير، وتقوم النساء بتنظيف منازلهن المبنية في ذلك الوقت من الزمن من القش ويطلق عليها “العشش” ويقومون بتزيينها بالبوية وطلاء “القعايد” أو الكراسي الخشبية بمختلف أنواع البويات الحمراء والسوداء، كما يقومون بتجديد فرش المنزل وتبخيرها وتعطير المنازل وتجميلها بالزهور والورود والرياحين وهم فرحون مسرورون بدخول ليلة العيد، ويتبادل الرجال والشَّباب التهاني بالعيد السعيد مرددين تقبَّل الله، وعساكم من عواده، وكل عام وأنتم بخير. كما يقوم الآباء بشراء بعض أنواع الحلوى الشعبية ليوم العيد مثل حلوى النارجيل، والمضروبة، والهريسة، والمشبك، وقطع الحلقوم، وغيرها من أنواع الحلوى الشعبية البلدي التي لا تظهر إلا في مناسبات الأعياد فقط. ويضيف العم أحمد: كان للعيد عند الأطفال طعم آخر، حيث يلبس الأطفال أجمل ملابسهم من البنين والبنات، وترتسم الفرحة والسعادة على وجوههم ويقومون بزيارة منازل جيرانهم وزيارة أقاربهم للحصول على العيدية التي هي عبارة عن قطع من الحلوى أو قطع نقدية معدنية من فئة القرشين أو الأربعة قروش والتي كانت تعني لهم في ذلك الوقت الشيء الكثير. تقول العمة مريم فرساني: كانت الفتيات قديمًا يملأن رؤوسهن بالفل وعذوق الكادي المعطر، وقد أحاطت أعناقهن جدايل الفُل البلدي وكانت كبيرات السن من النساء يرددن أهازيج العيد وهن مسرورات وسعيدات بقدوم ليلته، حيث تقوم الشابات منهن في ليلة العيد بغزل الكوفيات والطواقي البيضاء المصنوعة من الخيوط الحريرية بأيديهن بشكل مزخرف وجميل، وذلك على ضوء الفوانيس حيث لم يعرف الناس الكهرباء بعد في ذلك الزمن الجميل. أما بالنسبة للبس الكبار في الماضي في يوم العيد فكان لبس الشباب يختلف عن لبس كبار السن، فلبس الشباب يتكون من المئزر والمصنف الملون والسديرية المصنوعة من القماش الملون واللامع، أما كبار السن فكان لباسهم في العيد المئزر الأبيض والكوت السميك والفانلة البيضاء والكوفية المصنوعة من الخيزران والأغنياء منهم كان يلبس على رأسه الشال أو اللحاف الذي يقوم مقام العمامة حاليًا. أما العيد الجازاني حديثًا فله عدة طقوس منها القديم ومنها الجديد حيث يستعد أهالي جازان للعيد من بداية النصف الآخر لشهر رمضان حيث تجد الناس في إقبال على الأسواق وشراء كل ما هو جديد، وفي ليلة العيد تنتشر رائحة الكادي والشيح والوالة والبعيثران في جميع شوارع وأزقة المدينة ابتهاجًا بالعيد السعيد، وبعد انتهاء الأمهات من تنظيف وترتيب بيوتهن يتجهن إلى المطابخ من أجل إعداد وجبة إفطار يوم العيد، فتنتشر روائح الأكلات الشعبية التي يتم إعدادها وطهيها في أوان فخارية، فيما تجد الكثير من الفتيات يرتدين عقود الفل في الشوارع والميادين مرددين أهازيج العيد القديمة.