تعد القوات الخاصة لأمن الحج والعمرة من الأجهزة المستحدثة للحفاظ على الأمن في الموسمين الدينيين وهي القوة التي بدأت مهماتها قبل أكثر من عامين للمشاركة في أمن المسجد الحرام في رمضان لتتوسع خلال الفترة الماضية وتزداد قواتها التي من المتوقع أن تصل إلى 13 ألف عنصر على نحو يتواءم مع رفع الكفاءة التدريبية للأفراد والضباط وبما يوازي احتياجات العمل توافقا مع الخطط المستقبلية التي وضعت للقوات كما أن قيادة القوات الخاصة لأمن الحج والعمرة تخطط لتتولى خلال السنوات المقبلة مهام إدارة الحشود على كافة محاور المسجد الحرام. وأكد ل «عكاظ» قائد القوات الخاصة لأمن الحج والعمرة العميد علي الغامدي أن القوات تخطط لأن تكون مسؤولة عن إدارة وتنظيم الحشود على كافة محاور الحرم المكي الشريف وساحاته والطرق المؤدية إليه بدءا من العام المقبل بعد اعتمادها مشيرا إلى أنه يتم متابعة حركة الحشود في الحرم وساحاته من خلال كاميرات غرفة العمليات المشتركة وتوزيع المصلين على كامل الحرم إلى وصوله لطاقته الاستيعابية التي حينها يمنع دخول المزيد من البشر. ويتنوع عمل القوات إذ تأخذ في تفاصيل مهماتها الجوانب الإنسانية لذا خصصت عربات لإيصال العجزة وكبار السن والمرضى وتنتهجح لذلك أسلوب التدخل السريع. وهنا أفصح العميد الغامدي أن التعليمات قضت بتخصيص عربات لقوات الأمن الخاصة لتقديم الخدمات للحالات الطارئة «لكي لا يقتصر الدور على إيقاف الجوانب غير النظامية، والسلوكيات الخاطئة في مناطق إشرافنا، بل لنقدم الكثير من الخدمات الإنسانية للمعتمرين والزوار ويتولى أفراد قواتنا بأنفسهم دفع العربات». وأبان قائد القوات الخاصة لأمن الحج والعمرة «أن خطة رمضان للقوات تمر عبر مرحلتين أولاها بدأت من ليلة دخول رمضان وتستمر إلى 20، تليها المرحلة الثانية من عصر ذلك اليوم إلى ما بعد صلاة العيد على أن تشمل كامل الساحات الشرقية والساحات الشرقية الشمالية وهي تغطي 16 بابا للمسجد الحرام من باب إسماعيل إلى سلم المروة العلوي والطرق المؤدية إليها واستطاعت الخطط المنهجية المدروسة وورش العمل التي عقدت بمشاركة عدة جهات أمنية وخدمية وذات علاقة إنجاح الخطط ومنع الظواهر السلبية من المتسولين والبائعين غير النظاميين واللصوص والمفترشين». العمل العسكري المغلف بالإنسانية وعلى الأخص في الساحات الشرقية من المسجد الحرام ألقى في نفوس المعتمرين والزوار الاستحسان والرضي. ويتلقى المعتمر والزائر خدمات 2000 فرد و 20 ضابطا من رجال أمن القوات في الساحات الشرقية عبر لوحات إرشادية مختلفة وبعدة لغات يضبطون إيقاع الدخول والخروج من وإلى المسجد الحرام مزودين بلوحات إرشادية من أربع لغات هي العربية، الإنجليزية، الأوردية، والفرنسية، كما تم تأهيل 300 فرد عن طريق دورات تدريبية في جامعة أم القرى للمساهمة في مساعدة زوار بيت الله الحرام. ويبرع رجال الأمن كل عام في استحداث آليات وطرق جديدة وفاعلة من خلال تراكم الخبرات تهدف كلها إلى تسهيل حركة الحشود والوصول إلى المواقع الحرجة في أسرع وقت ممكن وهنا يقول العميد الغامدي: «تم استحداث ولأول مرة هذا العام مسميات للمشايات الطولية والعرضية التي يصل عددها إلى 22 مشاية مرتبطة مسمياتها ببوابات المسجد الحرام ليسهل تحرك أفراد القوات ووصولهم إلى النقاط التي يتم تحديدها بسرعة متناهية كما تم توزيع خارطة للحرم على جميع ضباط وأفراد القوة توضح أبواب الحرم على كامل محيطه والمداخل والمخارج والمحاور ومواقع الخدمات في الساحات والطرق المؤدية للحرم والفنادق والمساكن المجاورة ليسهل توجيه الزوار وتوزيع بروشورات من عدة لغات مختلفة على المصلين والمعتمرين لتوجيههم و إرشادهم» . وأردف قائد القوات الخاصة لأمن الحج والعمرة: «من الوسائل التي يتم استخدامها في مسارات المصليات هي الشريط الفسفوري والأقماع لتحديد مواقع الصلاة والدخول والخروج لتنظيم الحركة أثناء خروج المصلين من صلاة التراويح وتوجيه السلالم الكهربائية للخروج لمدة 20 دقيقة، ويمنع الدخول لساحات الحرم حسب الموقف إلى أن تنظم حركة الدخول للحفاظ على سلامة الزوار، هنالك تنسيق مع عدد من الجهات الحكومية والخدمية ذات العلاقة وهي لجنة الإمارة لمنع الظواهر السلبية، الهلال الأحمر الميداني، فرق الدفاع المدني الميدانية، رئاسة شؤون الحرمين، وقوة أمن المسجد الحرام» .. ترتبط إدارة الحشود في المسجد الحرام مع الحركة المرورية خارج الحرم وذلك لمعرفة الأعداد المقبلة وتوجيهها إلى الجهات الأقل كثافة حسب الحاجة، ويقول العميد الغامدي: «هناك ربط بيننا وبين الحركة المرورية المتجهة إلى المسجد الحرام حيث يمكننا إيقافها إذا تطلب الموقف حال وجود زحام شديد في داخل الحرم وساحاته كما أن هناك متابعة وتوجيها مستمرا من قائد المهمة نائب مدير الأمن العام اللواء ناصر العرفج حرصا منه على تقديم خدمات مميزة لزوار بيت الله الحرام. يستغل ضعفاء النفوس رمضان بالتواجد داخل المسجد الحرام وفي مواقع الكثافة ليتمكنوا من تنفيذ أعمالهم من سرقة وغيرها من الأمور التي ترصدها الجهات الأمنية في الحرم، وعن ذلك يؤكد قائد القوات الخاصة لأمن الحج والعمرة أن «هناك أفرادا للبحث والتحري موزعين على ساحات المسجد الحرام لمتابعة ومعالجة الظواهر الأمنية والسلبية التي تعيق التنظيم حيث يتم القبض على النشالين ومن يحاولون استغلال الازدحام» .