هيأ أكثر من 15 ألف موظف (مدنيين وعسكريين) تحري ليلة القدر أمام ما يقرب من مليوني مصلٍ أدوا أمس صلوات العشاء والتراويح والقيام في المسجد الحرام في ليلة 27 من شهر رمضان المبارك، إذ شهد كثافة كبيرة من الزوار والمعتمرين الذين حرصوا على أداء مناسك العمرة والصلاة في المسجد الحرام في الليلة التي يتحرى فيها ليلة القدر، وأخذ كل مصلٍ مكانه في أروقة وأدوار الحرم وامتدت صفوف المصلين إلى ساحاته والشوارع الجانبية.ونفذت جميع الأجهزة المعنية خططها التي أعدتها، وركزت فيها على تكثيف جهودها وتجنيد طاقاتها، وفي هذا الصدد، أشار قائد الساحات الشمالية والغربية في الحرم المكي المقدم عمر العدواني إلى وجود خطة لإدارة الحشود في الحرم وساحاته الخارجية لليلة أمس وليلة ختم القرآن وليلة العيد، لافتاً إلى أن الخطة تعتمد على إغلاق المحاور الرئيسية والطرق المؤدية إلى الحرم في حال استقبال إشارة من رجال القوة بامتلاء الحرم والساحات الداخلية، ليتم توزيع المصلين على الساحات الخارجية، تلافياً للاختناق والتدافع. وأوضح العدواني أن خطة عمل الساحات يتم تنفيذها على أربع مراحل، تبدأ الأولى قبل الصلوات بتهيئة الطرق الطولية والعرضية لاستقبال القادمين بالتنسيق مع أفراد القوة داخل الحرم الذين يرسلون إشارة بامتلائه بعد توزيع المصلين في الساحات من الداخل حتى إقامة الصلاة، بينما تبدأ المرحلة الثانية أثناء الصلاة بالمحافظة على طرق المشاة، عكس ما كان في السابق ويستمر عملها إلى ما بعد الصلوات، ملمحاً إلى أن القوة تدخل في المرحلة الثالثة بعد أداء الصلاة، إذ تتركز الجهود على تفريغ الحرم من الداخل إلى الخارج، ومنع المصلين والمعتمرين من الدخول ما بين 15 و20 دقيقة، حتى يتم تفريغ الحرم بالكامل من المصلين، حرصاً على عدم التقابل الذي دائماً ما منتج عنه تدافع ومشكلات. وأبان أن المرحلة الرابعة والأخيرة تبدأ بعد تفريغ الحرم المكي بنسبة 70 في المئة قبيل السماح بالدخول من طريق الأبواب الجانبية إلى أن تنتظم الحركة وتهدأ عن الأبواب الرئيسية، مبيناً أن باب الملك فهد يشهد كثافة في الدخول والخروج، لذا يتم التركيز عليه إضافة إلى الساحات المواجهة لفندق دار التوحيد وشركة مكة للإنشاء والتعمير. وأفاد العدواني بأن نحو ستة آلاف طالب من مدن التدريب مكلفون بالمشاركة في تطبيق خطة رمضان لهذا العام، بينهم نحو 2123 طالباً تم توزيعهم على الساحات الشمالية والغربية يشاركهم 42 ضابطاً و59 فرداً لتنفيذ الخطة، فيما التحق الآخرون بخطة مرور العاصمة المقدسة وخطة القوات الخاصة لأمن الحج والعمرة. وأكد العدواني أن القوات المشاركة تلقت تدريبات مكثفة خلال 45 يوماً قضوها في تدريب مستمر، وان الاستعدادات لموسم العمرة ورمضان تبدأ منذ دخول الطلبة إلى دورات مدن التدريب في ست مناطق في المملكة وتخصيص برامج التدريب للمشاركة في خطة رمضان، إذ تسهم التدريبات في إعدادهم وتعريفهم بقدسية العمل وأهميته. من جانبه، شدد قائد القوات الخاصة لأمن الحج والعمرة العميد علي الغامدي انه تتم متابعة حركة الحشود على محاور الحرم المكي الشريف وساحاته والطرق المؤدية إليه كافة من خلال كاميرات غرفة العمليات المشتركة وتوزيع المصلين على كامل الحرم حتى وصوله طاقته الاستيعابية التي حينها يمنع دخول المزيد من الناس. وأبان العميد الغامدي أن خطة رمضان تمر عبر مرحلتين أولاهما بدأت من ليلة دخول رمضان وتستمر إلى ال20 من الشهر المبارك تليها المرحلة الثانية الخاصة بالعشر الأواخر وتستمر إلى ما بعد صلاة العيد على أن تشمل كامل الساحات الشرقية والشرقية الشمالية وهي تغطي 16 باباً في المسجد الحرام، مفيداً بأن الخطط نجحت فى منع الظواهر السلبية من المتسولين والبائعين غير النظاميين واللصوص والمفترشين. ويتلقى المعتمر والزائر خدمات 2000 فرد و20 ضابطاً من رجال أمن القوات في الساحات الشرقية عبر لوحات إرشادية مختلفة وبعدة لغات يضبطون إيقاع الدخول والخروج من وإلى المسجد الحرام مزودين بلوحات إرشادية من أربع لغات هي العربية، الإنكليزية، الأوردية، الفرنسية، كما تم تأهيل 300 فرد من طريق دورات تدريبية في جامعة أم القرى للمساهمة في مساعدة زوار بيت الله الحرام. وفي هذا السياق، أوضح مدير مرور العاصمة المقدسة العقيد أحمد ناشي العتيبي أن خطة النقل الترددي حققت نجاحات جيدة وأن أكثر من 3200 رجل أمن يشاركون في تنفيذ الخطة المرورية لشهر رمضان من خلال أربع فترات على مدار الساعة لتغطية العمل المروري الإداري والسير والحوادث، كاشفاً قيام فرع وزارة النقل في مكةالمكرمة بتشغيل محطات الإركاب في الشبيكة والراقوبة لتخفيف الضغط حول محيط الحرم، إضافة إلى تكثيف التواجد المروري لتنظيم الحركة في جميع الطرق والشوارع المؤدية إلى الحرم لتسهيل الحركة ومنع دخول ووقوف السيارات في المنطقة المركزية أوقات صلاة العشاء والتراويح وتوجيه الزوار والمعتمرين إلى المواقف المخصصة لوقوف سياراتهم في مداخل مكة واتسمت الحركة المرورية بالانسيابية على رغم كثافة المركبات القادمة. من جهة أخرى، كشف مدير إدارة الدفاع المدني في العاصمة المقدسة العميد جميل أربعين عن تخصيص 300 ضابط وفرد للمشاركة في تنفيذ الخطط الإسعافية الخاصة بالحرم المكي كما تم توزيع 92 وحدة إطفاء وإنقاذ داخل المنطقة المركزية إضافة إلى 300 دراجة نارية للتدخل السريع مدعمة بعشر وحدات إخلاء و23 فرقة للمسح الوقائي، إضافة إلى فرق الرصد، حيث بلغ عددها 110 أفراد موزعين على سبع وحدات، مشيراً إلى أن إجمالي القوى البشرية والآلية التي دعمت موقف العاصمة المقدسة بلغ 4200 ضابط وفرد متخصصين و800 آلية لإنفاذ خطة تدابير الدفاع المدني.