عانى خالد حمود سليمان العسيري، من مواعيد مستشفى الملك فيصل التخصصي، وتأخيرهم في قبول حالة ابنته البندري إلى أن وافاها الأجل قبيل أيام، مرجعا السبب إلى عدم تجاوب المستشفى مع أمر صدر بمعالجتها فورا. وأوضح خالد حمود سليمان العسيري والد الطفلة البندري «راجعت بابنتي الصغيرة مستشفى عسير طوال خمسة أشهر لتشخيص حالتها المرضية، ولم أحصل منهم إلا على مواعيد تؤجل من شهر إلى آخر، من دون أن أحصل على تشخيص دقيق لحالتها». وأضاف: اضطررت إلى أخذ إجازة مدتها شهر من مرجعي لعلاج ابنتي، وأخذت تخفيض إركاب من جهة عملي لإصدار التذاكر لي ولزوجتي وابنتي على حسابي الخاص من أبها إلى الرياض، واستأجرت شقة على حسابي الخاص في الرياض لمدة شهر، وذهبت إلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، وتقدمت بطلب الموافقة على علاج ابنتي في المستشفى التخصصي، مشيرا إلى أن الأمير سلمان أمر بعلاجها على حسابه الخاص، حسب صورة الأمر الصادر منه بتاريخ 11/1/1431، وبين أنه توجه إلى المستشفى بطفلته المريضة التي تعاني من ضمور في المخ، ولا تستطيع التخلص من فضلاتها إلا بحقنة شرجية. وذكر أنه تم تسجيل الأوراق في الحاسب الآلي لدى المستشفى التخصصي، وطلبوا مراجعته خلال ثلاثة أو خمسة أيام حتى تأتي الموافقة، ويضيف: «مكثت في مدينة الرياض أتنقل من مستشفى إلى آخر من المستشفيات الخاصة لعلاج ابنتي لحاجتها إلى الأوكسجين بصفة مستمرة وسحب البلغم منها». وزاد «بعد ثلاثة أيام، صدرت موافقة المستشفى بقبول ابنتي، ولم تسعني الفرحة لحظتها، حملت ابنتي على يدي وتوجهت بها إلى المستشفى لإنهاء إجراءات تنويمها، لكن الموظف فاجأني بأن الموعد المحدد لدخولها المستشفى هو 1/6/1431ه، على رغم إيضاحي له أن ابنتي تعيش بين الحياة والموت، ولدي أمر من أمير الرياض بعلاجها في المستشفى، فأفاد أنه ليس بيده غير ذلك، بعدها سلمت أمري لله سبحانه وتعالى، وسلمت الشقة وعدت إلى منطقة عسير، رغم حالتها الصحية». وأشار إلى أنه عاد مرة أخرى إلى الرياض لحضور الموعد المحدد، وطلب من الشؤون الصحية في عسير منحه تذاكر سفر لمراجعة المستشفى التخصصي في الموعد المحدد في 1/6/1431، إلا أنهم رفضوا، ما اضطره إلى إصدار تذاكر على حسابه الخاص حتى لا يفوته الموعد، وأكمل: راجعت المستشفى في الموعد المحدد، وكانت حالة طفلتي قد ساءت أكثر من قبل، وكشف عليها الدكتور محمد سعيد الدوسري في عيادة طب الأعصاب للأطفال، وأوصى بتحويلها إلى مختبر الدم وأخذت منها عينة دم للفحص في طب الجينات، بعد هذا كله منحوني كارت مراجعة لموعد جديد في 19 رمضان 1431 في قسم طب الأمراض الوراثية». وأكد العسيري، أن ابنته الراحلة لم تجر لها أشعة مغناطيسية ولم تعط أية علاجات، وكل ما تلقته كانت مواعيد من شهر إلى آخر، بعضها في عيادة العيون حيث كشف عليها بالعدسة فقط. وقال: «بعد عودتي من الرياض إلى عسير بعد الموعد الأخير، تم تنويم ابنتي في قسم العناية المركزة في عسير، وأمضت فيه أربعة أيام وهي متوفية دماغيا، وفي يوم الأربعاء الموافق 12/6/1431 صباحا توفيت، والحمد لله على قضائه وقدره». وناشد والد الطفلة البندري الجهات العليا بإنصافه من عدم تنفيذ أمره في مستشفى التخصصي ومحاسبة المتسبب في ذلك، وإعطائه حقه منهم لتهاونهم في علاج ابنته حتى فارقت الحياة، بسبب إهمالهم وعدم تجاوبهم. من جهته، أوضح ل «عكاظ» مدير العلاقات العامة والمجتمع في المستشفى التخصصي فهد الشاعر، أنه بالرجوع إلى الإدارة الطبية تبيّن أن المريضة رحمها الله حولت من مستشفى قوى الأمن في منطقة عسير إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في الرياض للتشخيص والمعالجة. وقال الشاعر: «تبين للفريق الطبي المعالج أنه كان للمريضة أخ توفي بسبب مرض له الأعراض نفسها التي ظهرت على المريضة، وتم إجراء الكشف الطبي الأولي على المريضة، وتبينت إصابتها بحالة متقدمة من ضمور خلايا المخ وقصور في نمو العضلات، ومن الناحية الطبية لا يعرف علاج شاف لما تعاني منه المريضة». وأشار مدير العلاقات العامة والمجتمع في المستشفى التخصصي إلى أنه عند فحص المريضة كانت علاماتها الحيوية مستقرة، ولم يظهر آنذاك ما يستدعي تنويمها في المستشفى، وتم ترتيب المواعيد اللازمة في مختلف التخصصات الطبية، إضافة إلى مواعيد للفحوصات الإشعاعية والمخبرية لتشخيص حالتها، ومعرفة الجينات المسببة للمرض، بغرض الوقاية من إصابة مواليد جدد للأسرة مستقبلا.