أكدت الهيئة الطبية العامة بالشؤون الصحية بجدة أن السبب الرئيسي في مشكلة تأخر صرف الإعانات للمرضى داخل المملكة، تعود لعدم التزام المراجعين والمرضى في إتمام الأوراق اللازمة في وقتها المحدد لرفع الطلب بشكل أسرع للإدارة المالية لتقوم بدورها بتنفيذ الإجراءات. من جانبه أوضح عدنان الألفي رئيس الهيئة الطبية العامة في الشؤون الصحية في محافظة جدة أن هناك اجتماعاً لأعضاء الهيئة الطبية على مدى ثلاثة أيام في الأسبوع للنظر في الحالات المرضية المعروضة لهم كافة، وهي تعتبر مدة كافية لمراجعة جميع الحالات المهمة واتخاذ الإجراءات اللازمة بحقها. وعن مشكلة تأخر صرف الإعانات للمرضى، أوضح أن الهيئة حريصة على تطبيق لوائح وزارة الصحة بدون أدنى تغافل عن بند من بنودها، وان السبب الرئيسي لمشكلة التأخير هم المراجعون لانه بدون حصول المريض على إفادة حضوره للموعد الطبي لن يتمكن من الحصول على الإعانة لوجوب حضوره المؤكد لموعده. فيما كان قد اشتكى عدد من المراجعين تأخر صرف الإعانات، خلال جولة (المدينة) لمقر الهيئة ولقائها بالمراجعين للتعرف على آلية سير معاملاتهم داخل أروقة الهيئة، وكان المكان مكتظًا بالمراجعين، إلا أن التنظيم في جموع الرجال والنساء كان الفاصل حيث ان المراجعين موجودون كل حسب موعده الذي حدد له من قبل لمراجعة الهيئة الطبية. وكشفت جولة (المدينة) عن تباين للآراء حول معاناة المراجعين في الهيئة الطبية ليؤكد البعض أن سير المعاملات بعد تدشين الخدمة الالكترونية أزال عوائق ومشكلات كثيرة كانوا يعانونها مع النظام القديم إلى جانب أن هناك سرعة في إصدار التذاكر في حين رأى البعض الآخر أن المشكلات في الهيئة الطبية لا تزال قائمة خصوصا أن مشكلة اجتماع أعضاء الهيئة الطبية يوماً واحدا فقط في الأسبوع للنظر في مئات الحالات وتقرير مصيرها أمر في غاية التعقيد ما لو نظرنا إلى أن الحالات المرفوعة تحتاج لسرعة البت في وضعها لإنقاذ حياتها. ويقول رائد العنزي مراجع: المشكلة ليست في إدارة الهيئة الطبية فنحن لا نواجه مشكلة في تقديم الأوراق أو سير النظام او حتى اخذ المواعيد، لكن ما نواجه دائما هو طول فترة الانتظار والكل يعلم أن أي مريض الوقت لديه ثمين إلى ابعد حد، فكون الهيئة الطبية تجتمع يومًا واحدًا فقط في الأسبوع وتنظر في الحالات أمر في غاية التعقيد، إضافة إلى أن الاجتماع الوحيد يمكن أن يتأجل لانشغال الأعضاء الآخرين، وهنا يدفع المريض فاتورة هذا التأجيل من صحته وحياته. وأشار مروان الحربي إلى أن أكثر ما عاناه من الهيئة الطبية هو إصدار التذاكر فالبرغم من أن اصدار التذاكر لا يأخذ وقتًا لكن المشكلة فيه هو إصدارها قبل موعد المستشفى المراد علاجي به في داخل المملكة بأيام، وقد واجهتني مشكلة حجز السفر فبعد أن أصدرت لي التذكرة طالبوني بالحجز وبشرط أن يكون قبيل الموعد الذي ظللت انتظر تحديده شهرين في مستشفى التخصصي بالرياض، وبعد عناء لم اتمكن من الحجز على رحلة الرياض لان التذاكر سلمت لي الثلاثاء وموعدي السبت، ولم أتمكن أن أجد مقعدًا متوفرًا فضاع حجزي وموعد المستشفى لأعود اليوم لمراجعة الهيئة لأجد حلًا! وتساءل عبدالعزيز بن عايض عن حقوق المرضى المعالجين خارج المنطقة من مصاريف ونفقات حيث قال: عندما سألتهم أفادوني أنها لا تصرف مع التذاكر وعلى المريض ومرافقيه تحمل هذه النفقات حتى يتم تقديم خطاب آخر بالمطالبة بهذه النفقات والمصاريف ويتم الرفع بها للوزارة، ولا يتم صرفها إلا بعد ثلاثة اشهر تقريبا بواقع مائتين وخمسين ريالًا للمرافق الواحد، وفي حال أن المريض طفل يصرف لمرافقين فقط، وهنا يأتي السؤال: ماذا لو لم يستطع المريض وولي أمره تدبر هذه النفقات أثناء صدور التذاكر والسفر للمعالجة؟! ويضيف: ما الذي يمنع صرفها مع التذاكر لأن هناك من يؤجلون هذه المواعيد لعدم قدرتهم على نفقة السكن والمواصلات في حال اعتبرنا أن ذلك موعد فحص ومتابعة يتطلب السكن ليوماً واحداً فقط فما بالكم إذا كان موعد تنويم وإجراء عملية جراحية يتطلب السكن لأكثر من يوم للمرافق الثاني في حال أن المريض طفل. ويؤكد علي محمد بحديثه على ما ذكره بن عايض قائلًا: لقد لجأت للهيئة بعد موافقة المستشفى العسكري بمدينة جدة على تحويل أوراق ابني المريض والذي يعاني من مرض الكلى للهيئة، وتمت الموافقة عليها بأسرع وقت ممكن، وكان لي بأن حصلت على تذاكر السفر لمدينة الشرقية لمتابعة حالته المرضية وحين وصولي لم تصرف لي مصاريف الإعانة في المنطقة الشرقية فاضطررت للعودة لمدينة جدة لترك زوجتي كمرافقة لابني، ووجدت في جدة لمتابعة كيفية صرف المعونة حيث إني أقوم بدفع كافة مستلزمات احتياجاتهم هناك، وختم حديثه متسائلا: أين هي حقوق المريض المالية التي أوجبت الدولة صرفها للمريض وألزمت بها وزارة الصحة، ومن يقف خلف هذا الإهمال فالكثير ينتظر ولا توجد إجابة شافية على استفساراتنا سوى مواعيد جديدة وخطابات متكررة ووعود بالانتظار برغم معرفتنا بالميزانية المقدرة لوزارة الصحة من قبل الدولة. سميرة فلمبان مراجعة كانت تنتظر دورها في طابور النساء عندما سألناها عن حالتها ذكرت أنها عالجت ابنتها المصابة بمرض خطير على نفقتها طيلة ثلاثة أشهر وتحملت نفقة السكن والمواصلات وبعدها بلغوها أن ترفع ما صرفته بطلب للهيئة ليعوضوها وتقول لى: أنا الآن من 1430 وأنا اطارد حول حقوقي ولم تصرف لي إلى الآن.