حالت 470 ألف ريال دون إجراء عملية جراحية لقدم طفلة في التاسعة من عمرها، حتى تتمكن من المشي مثل قرنائها الصغار وتجنب إصابتها بالشلل، حيث لم تنجح عدة عمليات جراحية أجريت لها في مستشفيات ومراكز متخصصة بالمملكة في إنهاء معاناتها التي بدأت مع ولادتها حيث خرجت للحياة وهي تعاني من قصر شديد في رجلها اليمنى. يقول محمد ضيف الله والد الطفلة أسماء "أجريت لطفلتي عدة عمليات لفرد رجلها إلا أنها لم تنه معاناتها، ونصحني أكثر من طبيب بعرضها على بروفيسور ألماني متخصص في مثل حالتها، وعند البحث عنه وجدته يعمل مع أحد المراكز الطبية في دبي". ويضيف "صدر توجيهان رسميان بالموافقة على علاج الطفلة على نفقة الدولة". واستدرك قائلاً: "لكن فرحتي لم تكتمل حيث ظهرت بعض العراقيل". موضحاً أنه "بعد التأكد من وجود الطبيب المعالج في دبي، تسلمنا تذاكر الطيران من الهيئة الطبية بعسير ثم توجهنا إلى دبي، لكننا فوجئنا بعدم وجود مبالغ مالية لإجراء الفحوصات والعملية، وعند اتصالي بمدير عام الهيئات الطبية والمكاتب الصحية بالخارج الدكتور خالد الحسين وعدني بحل المشكلة، لكنه لم يرد على اتصالاتي وبقينا حوالي أسبوع في دبي أجرينا خلالها الفحوصات والأشعة على حسابي". وتابع الأب "لم أتمكن من مقابلة مدير الهيئات الطبية في الرياض، حيث طلب مني عن طريق أحد الموظفين إحضار الفواتير التي دفعتها، مما جعلني أعود لدبي للتصديق عليها وإحضار الخطة العلاجية، وإلى الآن لم يتم صرف أي مبلغ من تكلفة العلاج". وأضاف الأب أن "ما يهمني هو إجراء العملية، خاصة أنه سبق أن حدد لها في وقت سابق موعد في 21 يوليو الماضي، لكن المماطلة أضاعت فرصة أن أرى ابنتي تمشي كقرنائها وأن تتجنب الإصابة بالشلل، حيث إن وضعها الحالي سيسبب لها اعوجاجا في العمود الفقري". ويؤكد والد الطفلة أنه لا يرغب في إجراء العملية عند أي دكتور خوفاً من تفاقم الحالة الصحية لابنته. ويقول "أجريت لابنتي عدة عمليات سابقة لم تنجح، وبعد عناء وبحث مضن في الوسط الطبي عن طبيب متمكن تمت تزكية البروفيسور الألماني من أكثر من طبيب في داخل المملكة وخارجها". وأضاف "سبق أن راجعت عند بروفيسور في ألمانيا أكد حاجتها إلى عملية لفرد الركبة ورفضت ذلك لأنه سبق أن أجريت لها نفس العملية، وهي لا تحتاج لذلك، وهو ما أكده أكثر من طبيب ومن ضمنهم البروفيسور الموصى به في دبي". ويشير الأب إلى أنه لا يزال يجهل ما السبب وراء عدم تنفيذ توجيه سمو ولي العهد بعلاج طفلتي على نفقة الدولة، ولماذا يحول الروتين والإجراءات دون سرعة توفير النفقات المالية التي تحتاجها العملية حتى تهنأ طفلتي بحياتها وبطفولتها، وحتى تتمكن من العيش كسائر أقرانها الصغار؟!. وعلى ضوء ذلك، عرضت "الوطن" القضية على المتحدث الرسمي لوزارة الصحة الدكتور خالد مرغلاني، الذي أكد بدوره صدور قرار الهيئة الطبية العليا بإرسال المريضة للعلاج في ألمانيا، وقد تمت معاينتها من قبل طبيب متخصص بهذه الحالات وأفاد بحاجة المريضة لإجراء عملية، إلا أن والد المريضة أبدى عدم رغبته بإجراء العملية ولم يحضر في الموعد المحدد لإجراء الفحوصات، وبصعوبة تم تحديد موعد آخر إلا أن والد المريضة قدم خطابا للمكتب الصحي بألمانيا ذكر فيه أنه لا يرغب بالبقاء. عقب ذلك صدر قرار للهيئة الطبية بإرسال المريضة إلى دبي للعلاج في المستشفى الأمريكي بعد التأكد من وجود الطبيب الألماني الذي يرغب به والد الفتاة لإجراء العملية لابنته، وتم تحديد موعد للمريضة، كما تم تأمين سفرها مع والديها لإجراء الفحوصات والعلاج، وتم طلب الخطة العلاجية والتكلفة التقريبية من المستشفى إلا أنهم لم يتجاوبوا إلا بعد عدة مخاطبات واتصالات، وكان ردهم دون خطة علاجية واضحة، فضلاً عن طلب إدارة المستشفى مبلغا ماليا مبالغا فيه جداً، مقارنة بأسعار المستشفيات العالمية والمحلية، وكانت قيمة المبلغ الذي تم طلبه تفوق 470 ألف ريال، وهو ما جعل الهيئة الطبية ترسل التقارير الطبية الخاصة بالمريضة إلى ألمانيا والمستشفى التخصصي لطلب خطة علاجية واضحة من مستشفيات معتمدة ومتخصصة لمثل هذه الحالات حتى تتمكن من إرسال المريضة إلى جهة لديها خطة علاجية واضحة ومرجعية عالمية.